ليبرون جيمس وتايلور سويفت يشتركان في أمور كثيرة: كلاهما من أكبر الأسماء في مجاله، كلاهما ملياردير، ومواهبهما ستظل موضع إعجاب ودراسة لأجيال قادمة.

وهما أيضًا بارعان في استغلال التعلّق العاطفي العميق لجمهورهما من أجل بيع المنتجات والترويج التجاري.

جيمس، الذي تدور حوله شائعات اعتزال منذ العام الماضي مع تجاوزه سن الأربعين، أثار الإثنين الماضي حماس متابعيه بتلميحٍ لإعلان جديد أطلق عليه: «القرار الثاني» (The Second Decision).
وكان ذلك تلميحًا مباشرًا إلى برنامجه التلفزيوني الشهير عام 2010 «القرار» (The Decision)، الذي أعلن فيه على الهواء انتقاله إلى فريق ميامي هيت لتشكيل فريق خارق إلى جانب دواين ويد وكريس بوش.

ذلك البرنامج كان لحظة مفصلية في تاريخ جماهير كرة السلة الأمريكية؛ إذ لم يسبق أن حظي قرار انتقال لاعب حر بهذا القدر من الترقب والاهتمام. يكفي أن يُقال “The Decision” أو “I’m taking my talents to…” حتى تعود الذكريات واضحة في أذهان محبي جيمس الذين يتذكرون تمامًا أين كانوا في تلك اللحظة. لذا، عندما لمح إلى “القرار الثاني”، ظن الجميع أن شيئًا كبيرًا قادم، أليس كذلك؟
خطأ.

بدل أن يُعلن اعتزاله المفاجئ أو موسم وداعٍ أخير في 2025–2026، ظهر جيمس في مقطع مصوّر على وسائل التواصل الاجتماعي ليقول إنه “سينقل مواهبه إلى مشروب هينيسي VSOP.”

نعم، إعلان تجاري – حيلة تسويقية اعترف بها جيمس ضمنيًا باستخدام رموز تعبيرية: وجه يغمز 😉، وجه يُخرج لسانه 😛، وتاج 👑 (بطبيعة الحال).

بالنسبة إلى من انجرفوا في دوّامة هوس تايلور سويفت الذي بدأ منذ ظهور العدّ التنازلي على موقعها الإلكتروني في أغسطس، فقد بدا المشهد مألوفًا جدًا.

مثل جيمس، لدى سويفت قاعدة جماهيرية مخلصة تتابع كل خطوة من خطواتها. علاقة تطورت على مدى قرابة 20 عامًا. فهي “العقل المدبر” (Mastermind) التي تخطط مسبقًا لتلميحات صغيرة و”بيض عيد الفصح” الموسيقي (Easter Eggs) تُبقي جيش “السوِفتولوجيين” مشغولًا بتحليل المعاني والتكهّن بما سيحدث لاحقًا.

ومع إصدارها لألبومها الجديد “The Life of a Showgirl”، تحوّلت تلك التلميحات والإشارات إلى صفارات إنذار صاخبة تُبقي معجبيها في حالة ترقّب قصوى، جالسين على حافة مقاعدهم بانتظار المفاجأة التالية (والهاجس الأكبر عادة هو مواعيد الجولة الغنائية أو طرح تذاكر مفاجئ).

ومنذ أن أُعلن عن الألبوم الجديد عبر بودكاست خطيبها ترافيس كيلسي “New Heights”، توقفت الدنيا مرارًا بالنسبة لعشّاق سويفت كلّما ظهر عدٌّ تنازلي جديد.
وبأنفاس محبوسة وأعصاب متوترة، انتظر جمهورها ليرى ما القادم.

لكن المفاجأة كانت في كثير من الأحيان… إصدار نسخة جديدة من الألبوم على أسطوانة فينيل. أو نسخة جديدة على CD. أو فيلم جديد يتضمن مشاهد من وراء الكواليس أثناء التسجيل. أو منتجات جديدة (merch) مرفقة بنسخة مادية من الألبوم — رغم أن معظم الناس لم يعودوا يملكون أصلًا مشغّلًا لتلك النسخ المادية من “The Life of a Showgirl.”