صادقت الحكومة الإسرائيلية فجر اليوم (الجمعة) على الاتفاق الذي يتضمن الإفراج عن المختطفين في غزة وإطلاق سراح سجناء أمنيين فلسطينيين، تمهيدًا لإنهاء الحرب.

وقد أُقِرَّ الاتفاق رغم معارضة الوزراء إيتمار بن غفير، بتسلئيل سموتريتش، أوريت ستروك، يتسحاق فاسرلاوف وعمحاي إلياهو. وحضر الجلسة موفدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف وويتكوف وجاريد كوشنر.

وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مستهل الجلسة: "نحن في خضم تطور حاسم، وبعد عامين من القتال نقترب من تحقيق أحد أهم أهدافنا وهو إعادة المختطفين جميعًا، أحياءً وأمواتًا. ما كنا لنصل إلى ذلك دون دعم الرئيس ترامب وطاقمه، وبدون شجاعة جنودنا الذين ضغطوا على حماس عسكريًا ودبلوماسيًا حتى عُزلت كليًا".

من جانبه، قال كوشنر إن إعادة الرهائن كانت أولوية قصوى لدى الرئيس ترامب، مشيدًا بما وصفه بـ"شجاعة جيش الدفاع وتضحيات المواطنين". وأضاف: "ما فعله جيشكم خلال العامين الماضيين غيّر ميزان القوى في المنطقة".

أما ويتكوف فقال: "العمل الحقيقي قام به نتنياهو، اتخذ قرارات صعبة في أوقات عصيبة، وبدون صلابته لما كنا وصلنا إلى هذه النقطة".

ووجه ويتكوف الشكر لنتنياهو مؤكدًا أن "الضغط على حماس كان هائلًا، ولولا القوة العسكرية الإسرائيلية لما اضطرت الحركة إلى قبول الاتفاق". كما نقل عن ترامب قوله إن "يومي الاثنين أو الثلاثاء المقبلين سيكونان يومين تاريخيين للاحتفال، حتى في إيران أشادوا بالصفقة".

خلال الجلسة، ساد جدل بين بن غفير والموفدين الأمريكيين. فقد قال وزير الأمن القومي: "تفرجون عن قتلة ومغتصبين، أنتم في أمريكا ما كنتم لتقبلوا بهذا الاتفاق". فردّ عليه ويتكوف قائلًا إنه فقد ابنه شخصيًا لكنه اختار المسامحة، معتبرًا أن "تحرير المختطفين هو مهمة حياته". فصاح بن غفير: "لكن هؤلاء لا يطلبون الغفران، عائلاتهم تفتخر بقتل اليهود".

كوشنر حاول تهدئة النقاش قائلًا إن "حماس معزولة ومردوعة"، لكن بن غفير ردّ بعصبية: "هل كنتم لتصنعوا سلامًا مع هتلر؟ حماس هي هتلر!"، فيما اختتم كوشنر بأن "الوقت حان لإنهاء الحرب بعد أن أصبح حماس معزولًا عربيًا ودوليًا".

وزير الأمن القومي السابق أفي ديختر وصف الصفقة بـ"الإنجاز الكبير"، بينما علّق رئيس الأركان إيال زامير قائلًا: "نحن أبطال العالم في النقد الذاتي، لكن هذا إنجاز ضخم".

رغم معارضة سموتريتش وبن غفير، إلا أنهما لا يعتزمان الانسحاب من الحكومة، ما مهّد الطريق لإقرار الاتفاق بأغلبية واضحة. وقال سموتريتش في منشور له صباح اليوم إنه يعيش "مشاعر متناقضة"، مشيرًا إلى فرحه بعودة المختطفين، لكنه حذّر من "تحرير جيل جديد من قادة الإرهاب"، مؤكدًا أنه "لا يمكن المشاركة في احتفالات قصيرة النظر بينما خطر الدم القادم ما زال قائمًا".