xxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxx
ارتفاع ملحوظ في عدد سائقات الباصات العربيات في البلاد
ارتفاع ملحوظ في عدد سائقات الباصات العربيات في البلاد
20/12/2025
المصدر : ميخال بالتي- TheMarker
 

السائقة دانيا إغبارية. تصوير: دانيال روليدار

تعاني إسرائيل منذ سنوات من نقص حاد في سائقي وسائل النقل العام، لكن في السنوات الأخيرة اكتشفت نساء عربيات هذا القطاع، ووجدن فيه استقرارًا وأجرًا مرتفعًا — كما أن حوادث العنف في المجال لا تردعهن. ■ «هذا العمل يروق لي لأننا نعمل في الخارج، نتحرك، نرى الناس — وأنا أصل إلى راتب صافٍ يتراوح بين 12 و14 ألف شيكل شهريًا».

عندما قررت عدِيلي شِهاب (45 عامًا) من جسر الزرقاء قبل 15 عامًا أن تصبح سائقة حافلة وتنضم إلى شركة «كافيم»، كان أفراد عائلتها راضين نسبيًا: فقد كانت هذه إحدى أكثر الوظائف استقرارًا التي اختارتها عدِيلي لنفسها. قبل ذلك، حصلت على رخصة قيادة شاحنة، وشاركت بدور صغير في مسلسل «مناييك»، وبحثت عن عمل كغوّاصة. في الشهر الأخير بدأت أصلًا تدريبًا كسائقة قاطرة، وفي هذه الأثناء — بحسب قولها — تأتي شِهاب «لتستريح في العمل»، حيث تقود حافلات على خطوط في منطقة زخرون يعقوب والخضيرة.

أُجري اللقاء معها خلال استراحة الغداء في غرفة الاستراحة التابعة لشركة «كافيم» في زخرون يعقوب. بعد نحو نصف ساعة ستواصل نوبتها التي بدأت صباحًا وتستمر بمعدل عشر ساعات. تقول: «أنا دائمًا أقول للنساء في المجتمع العربي: لا أحد سيوقفكن. على المرأة أن تفعل ما هو جيد لها، أن تهتم بنفسها، وأن تتقدم». وعلى الرغم من أن شِهاب تميل إلى المهن ذات الطابع المغامر، فإنها — وفق معطيات منظمة «قوة للعمال» — تُعد اليوم واحدة من نحو 250 امرأة عربية قمن في السنوات الأخيرة بتغيير مسارهن المهني ليصبحن سائقات حافلات. وتقول تمار زيلبرشتاين، رئيسة قسم المواصلات في منظمة «قوة للعمال»: «هذا العمل أصبح أكثر شيوعًا في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة، خاصة لأن شروطه أفضل مقارنةً بمهن أخرى جرى توجيه النساء العربيات إليها».

هذا الواقع خلق وضعًا لافتًا، يثير الدهشة لدى السائقين الآخرين بالأساس، لكنه يضع هؤلاء النساء أيضًا «في الواجهة»، في أشهر ترتفع فيها بشكل ملحوظ حوادث العنف في الحافلات. ووفق معطيات «قوة للعمال»، سُجل في القدس وحدها هذا العام 100 حادثة عنف ضد السائقين، بزيادة قدرها 30% مقارنة بالعام الماضي. وذلك مع العلم أن 38% فقط من الحالات يتم الإبلاغ عنها، وأن نحو 80% من شكاوى عمال المواصلات العامة لدى الشرطة تُغلق بدعوى «عدم وجود مصلحة عامة». ووفق المنظمة، فإن نحو 80% من الاعتداءات ذات خلفية قومية، وتقع في القدس.

ومع ذلك، فإن ظاهرة انضمام نساء من المجتمع العربي إلى شركات الحافلات كسائقات آخذة في التوسع. ومع أن الأعداد لا تزال منخفضة نسبيًا قياسًا بحجم القطاع، إلا أنه خلال العقد الأخير — على سبيل المثال — ارتفعت نسبة النساء العاملات عمومًا في المجتمع العربي من 31% إلى 46%.

بدأ «البرنامج التجريبي» الأول لدمج نساء عربيات كسائقات حافلات عام 2014، عندما انطلقت الدفعة الأولى لتأهيل 25 سائقة، بمبادرة مشتركة من وزارات المواصلات، والاقتصاد، والمالية. وقررت هذه الوزارات المراهنة على الفكرة بسبب النقص في سائقي الحافلات الذي بدأ يظهر آنذاك، وكذلك لأن المبادرة قد تشكل حلًا تشغيليًا للنساء العربيات من دون الحاجة إلى تعليم مسبق. في المرحلة الأولى، كان التخطيط أن تعمل النساء على خطوط نقل عام داخل البلدات العربية، بحيث تكون الوظيفة قريبة من البيت وبدوام جزئي. وقد حقق البرنامج التجريبي نجاحًا، وخلال العقد الذي تلاه انضمت نساء عربيات إلى طواقم السائقين في الشركات المختلفة بوتيرة بطيئة ومتواصلة.

 
   

للمزيد : أرشيف القسم
الكرمل للإعلام

الكرمل للإعلام
  • الصفحة الرئيسية
  • أخبار محلية
  • أخبار عالمية
  • مقالات وأراء
  • أخبار خفيفة
  • رياضة
  • فن وثقافة
  • مواضيع متنوعة

المواد المنشورة في الموقع على مسؤولية المصدر المذكور في كل مادة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الكرمل ©