xxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxx
خيام النازحين تغمرها مياه الأمطار، وقطاع غزة يخشى موجة أمراض ووفيات
 خيام النازحين تغمرها مياه الأمطار، وقطاع غزة يخشى موجة أمراض ووفيات
11/12/2025
المصدر : هآرتس: جاكي خوري ، نير حسون وروان سليمان
 

تحذر منظمات الإغاثة من تبعات غياب البنى التحتية على السكان في القطاع، وتؤكد أنه رغم وقف إطلاق النار لم يدخل أي دعم يمكن أن يخفف معاناة السكان، ولا تُنفَّذ أعمال ترميم حقيقية.

يخشى العاملون في المنظمات الإنسانية والجهات الطبية في قطاع غزة من أن تؤدي العاصفة المتوقعة اليوم (الخميس) إلى موجة أمراض ووفيات بسبب انخفاض حرارة الجسم، نتيجة غرق خيام النازحين وانعدام الحماية الملائمة من البرد والأمطار. يعيش أكثر من مليون شخص في خيام داخل القطاع، ومع بداية العاصفة أمس فقط غمرت المياه مئات الخيام، خصوصًا في منطقة المواسي بخان يونس وجنوب القطاع.

قالت المتحدثة باسم اليونيسف تيس إينغرام، المتواجدة في غزة:
"من الصعب جدًا على العائلات حماية أطفالها وإبقاؤهم جافين. في الشتاء الماضي كانت لدينا عدة حالات وفاة لأطفال بسبب انخفاض الحرارة."
وحذّر المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع، محمود بسّال، قائلاً:
"نحن مقبلون على واقع صعب."
وأضاف:
"غياب حلول السكن والبنى التحتية الأساسية قد يؤدي إلى فقدان أرواح."

مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سلمية، قال لصحيفة "هآرتس" إنه لوحظ بالفعل ارتفاع في حالات انخفاض حرارة الجسم لدى الأطفال، إضافة إلى زيادة في حالات الإدخال إلى المستشفى بين كبار السن ومرضى القلب والتنفس. وأوضح أن صعوبة تدفئة الملاجئ المؤقتة، إلى جانب تبلل الملابس والأغطية بالمياه، يزيدان بشكل كبير من مخاطر البرد.
وأضاف:
"نحذّر من أن استمرار تأثير حالة الطقس قد يؤدي إلى ارتفاع في الوفيات، خصوصًا بين الرضع والحوامل وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة. الخطر يتفاقم في ظل نقص الأدوية."


مخاوف من التلوث البيئي وانتشار الأمراض

يبدي الأطباء والمنظمات الإنسانية قلقًا شديدًا أيضًا من التلوث البيئي الذي تسببه العاصفة. فمياه الأمطار تغمر مخيمات النازحين وتجرف معها النفايات والمخلفات البشرية إلى داخل مناطق السكن، ما يجعل الحفاظ على النظافة أمرًا بالغ الصعوبة. وبحسب إينغرام، فقد ارتفع بالفعل معدل الإصابة بالإسهال وباقي الأمراض المعدية.
واستعدادًا للعاصفة، نفذت الأمم المتحدة جهات أخرى حملة لإفراغ بركة الشيخ رضوان – وهي بركة تجمع لمياه الصرف والسيول وسط غزة – خشية أن تفيض.

كما نُفذت حملات لتوزيع الخيام، وأغطية النايلون، والبطانيات، وملابس الشتاء للعائلات. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن عشرات آلاف الخيام لا تزال مفقودة، وأن العديد من العائلات تعيش في خيام ممزقة وبالية لا توفر أي حماية من المطر.
وقالت إينغرام:
"في الأسبوع الماضي كنت مع أم لخمسة أطفال في شهرها السابع من الحمل. كانت تنظر إلى خيمتها التي انهارت بسبب المطر. قالت لي إنه ليس لديها أي وسيلة لإبقاء أطفالها جافين. رأيت أطفالًا يمشون داخل برك الطين، بلا معاطف، بلا قبعات وبلا أحذية، ويعودون إلى خيمة كل ما بداخلها مبلل ومغطى بالطين."


نداءات استغاثة عبر مواقع التواصل

منذ بداية العاصفة، انتشرت على مواقع التواصل مقاطع لنازحين فلسطينيين يناشدون للحصول على مساعدة عاجلة، ويوجهون نداءات مباشرة للدول العربية والجهات الدولية.
صرخ أحد المواطنين أمام الكاميرا:
"نحن ضحية إسرائيل وضحية الدول العربية."
وحمل آخر طفلًا عمره أربعة أشهر وسأل:
"ما ذنبه؟"
أفادت العديد من العائلات بأنها اضطرت لقضاء الليل واقفة أو تحاول بشكل يائس إبعاد المياه عن البطانيات المبتلة والملابس المغرقة بالمطر.

قال مسؤولون في بلدية غزة وناشطون في منظمات الإغاثة لصحيفة "هآرتس" إنه رغم وقف إطلاق النار، لم يدخل القطاع أي دعم فعلي يمكن أن يخفف من معاناة النازحين. وأوضحوا أنه لم يتم إدخال خيام مقاومة للماء، ولا مبانٍ جاهزة، ولا حلول سكنية شتوية.
وأضافوا أن كل البضائع التي دخلت مؤخرًا هي بضائع تجارية مستوردة عبر تجار القطاع الخاص – وليس ضمن منظومة إغاثة إنسانية منظمة.
وحذر الدفاع المدني من أنه إذا لم يحدث تغيير جوهري في نوعية وكمية المساعدات التي تدخل القطاع، فإن الوضع الإنساني مرشح لمزيد من التدهور خلال الأيام القادمة.
وقال مصدر من بلدية غزة:
"كل شبكات الصرف الصحي، والمياه، والكهرباء مدمرة بالكامل. لا توجد أي إشارة إلى تحسن أو بداية حقيقية لإعادة الإعمار."


الآليات الهندسية لم تُستخدم لإعمار فعلي

وفقًا لمسؤولين في السلطات المحلية، فإن الآليات الهندسية التي دخلت مؤخرًا لم تُستخدم في إعادة إعمار مدني.
وقال أحد المسؤولين:
"إذا دخلت جرافات، فكان ذلك فقط لفتح بعض الطرق أو لتنفيذ أعمال محدودة، وليس لعمل منهجي لإعادة تأهيل البنى التحتية."
وأضاف:
"الشتاء يكشف فقط مدى عمق الانهيار."


"لا حلول فاعلة" – صحفية من شمال القطاع تصف الواقع

قالت سلمى، وهي صحفية من شمال غزة، لـ"هآرتس" إنه مهما كانت الخطوات التي قد تتخذها بلدية غزة، فإن الأمطار ستؤدي إلى فيضانات وبرك مياه ضخمة.
وأضافت:
"البنى التحتية مدمرة تمامًا بعد عامين من الحرب. لا يوجد حل يمكنه أن يقدم استجابة ملائمة. فقط إعادة إعمار عاجلة – إن حدثت."

وأوضحت أن الأمطار التي هطلت أول أمس سببت أضرارًا كبيرة:
"بسبب هذه الأمطار 'القليلة'، انهارت طرق وغُمرت خيام كثيرة. الخيام لن تصمد أمام الرياح، وكل ذلك بينما العاصفة لم تبدأ فعليًا بعد."
وأضافت أن الأغطية (الشيادر) أيضًا لن تمنع دخول المطر.

 
   

xxxx

xxxx

xxxx

للمزيد : أرشيف القسم
الكرمل للإعلام

الكرمل للإعلام
  • الصفحة الرئيسية
  • أخبار محلية
  • أخبار عالمية
  • مقالات وأراء
  • أخبار خفيفة
  • رياضة
  • فن وثقافة
  • مواضيع متنوعة

المواد المنشورة في الموقع على مسؤولية المصدر المذكور في كل مادة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الكرمل ©