كشف استطلاع جديد أعدّه معهد ستات نت، أُجري خلال الأسبوع الأخير وفق عيّنات علمية تمثّل مختلف شرائح المجتمع العربي، عن دعم واسع لتوحيد الأحزاب العربية في الانتخابات القادمة.
ووفق نتائج الاستطلاع، أعرب 82% من المستطلعة آراؤهم عن تأييدهم لتشكيل قائمة عربية واحدة مشتركة، مقابل 9% فقط فضّلوا خوض الانتخابات عبر قائمتين.

نتائج استطلاع معهد ستات نت( معهد ستات نت)
وفي ما يتعلّق بزعامة القائمة، أشار الاستطلاع إلى استمرار معطى ثابت في السنوات الأخيرة، حيث يتصدّر النائب أحمد الطيبي قائمة المرشّحين المفضّلين لدى الجماهير العربية لرئاسة القائمة المشتركة، يليه النائب منصور عباس بنسبة تأييد بلغت 24%.

النتائج تعكس، بحسب محلّلين، رغبة شعبية متزايدة في توحيد الصف العربي سياسيًا، وتعزيز الثقل التمثيلي في الكنيست عبر قائمة موحّدة قادرة على استعادة ثقة الجمهور.
مفاوضات تراوح مكانها
وعلى الرغم من المساعي التي تُبذل منذ أشهر لإعادة تشكيل القائمة المشتركة وتقريب وجهات النظر بين الأحزاب العربية، إلا أنّ المفاوضات ما زالت تراوح مكانها. فالأحزاب الأربعة (الجبهة، التجمع، العربية للتغيير والموحدة) تؤكّد في بياناتها وتصريحات قياداتها رغبتها المشتركة في إقامة قائمة انتخابية موحّدة، وتشدد على أن الهدف لا يقتصر على خوض الانتخابات فحسب، بل يشمل أيضًا وضع آليات واضحة لمعالجة الخلافات التي قد تطرأ قبل الاستحقاق الانتخابي وبعده. ورغم ذلك، لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق بهذا الصدد، ولا تزال هناك اختلافات ووجهات نظر متباعدة تعيق الحسم.
صياغة اتفاق سياسي استراتيجي
وفي هذا السياق، كان النائب منصور عباس، رئيس القائمة الموحّدة، قد انتقد في مقابلة خاصة مع راديو الناس سلوك بعض الأحزاب العربية مؤخرًا، معتبرًا أنّ "تصرفهم في انتخابات رئاسة المتابعة أبعد إمكانية الدخول إلى القائمة المشتركة". وبخصوص المفاوضات حول شكل القوائم العربية، شدّد عباس على ضرورة تأجيل النقاش المتعلّق بقائمة واحدة أو قائمتين إلى حين الإعلان الرسمي عن موعد الانتخابات، على أن تبدأ الأحزاب فورًا مفاوضات لصياغة اتفاق سياسي استراتيجي يسبق الانتخابات ويتواصل بعدها.
في المقابل، وضمن مقابلة خاصة أخرى عبر راديو الناس، قال أمجد شبيطة، سكرتير الجبهة، إن تصريحات منصور عباس الأخيرة "تحمل جانبًا إيجابيًا مهمًا"، مشيرًا إلى أنّها تُجسّد نهج الجبهة منذ البداية بضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي استراتيجي شامل. وأكد شبيطة أن “موقف عباس يثبت صحة موقف الجبهة”، موضحًا أن التوصل إلى اتفاق سياسي كبير أمر ممكن خلال فترة قصيرة إذا توفّرت حوارات صادقة ومكثفة بين الأطراف. وأضاف: "نحن مستعدون للجلوس غدًا لاستئناف المفاوضات... فهذا موقفنا الدائم".