إسرائيل توقف العمليات العسكرية في غزة بعد مطالبة ترامب بذلك علناً
4/10/2025
المصدر : Ynet- يديعوت أحرونوت
نشر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الليلة الماضية (الجمعة – السبت) بياناً استثنائياً ردّ فيه على تصريح الرئيس دونالد ترامب، الذي دعا إسرائيل إلى وقف الهجمات على غزة بعد أن قال إن ردّ حماس على خطته يدلّ على أن "المنظمة مستعدة للسلام".
وأوعز نتانياهو إلى الجيش الإسرائيلي بتجميد عملية احتلال غزة ووقف النار فيها ، دون أن يعلن عن ذلك رسمياً.
وجاء في بيان نتنياهو: "في ضوء ردّ حماس، تستعد إسرائيل لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، والتي تشمل الإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين". وأضاف البيان: "سنواصل العمل بتعاون كامل مع الرئيس وفريقه لإنهاء الحرب وفقاً للمبادئ التي حدّدتها إسرائيل والتي تتماشى مع رؤية الرئيس ترامب".
في بيانه لم يعلن نتنياهو صراحة عن وقف إطلاق النار، ولكن فعلياً تم تعليق العملية العسكرية لاحتلال مدينة غزة خلال الأيام الأخيرة. نُشر بيان نتنياهو بعد نحو ثلاث ساعات من منشور دراماتيكي للرئيس ترامب على منصته الاجتماعية Truth Social، أعلن فيه: "استناداً إلى البيان الذي أصدرته حماس للتو، أعتقد أنهم مستعدون للسلام الدائم". وأضاف ترامب: "على إسرائيل أن توقف فوراً القصف على غزة حتى نتمكّن من إطلاق سراح الأسرى بأمان وسرعة! في الوقت الحالي، من الخطير جداً القيام بذلك".
وأضاف ترامب: "نحن بالفعل في محادثات حول التفاصيل التي لم تُحسم بعد. الأمر لا يتعلق فقط بغزة، بل بسلام طال انتظاره في الشرق الأوسط". ثم أصدر تصريحاً مصوّراً أعلن فيه أنه "يوم غير مسبوق"، رغم اعترافه بأنه لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي، ملمحاً إلى أن "الجميع سيحظون بمعاملة عادلة" في المفاوضات المستقبلية.
في تصريحه المصوّر لم يذكر ترامب نتنياهو إطلاقاً، وقال:
"أودّ أن أشكر الدول التي ساعدتني على إنجاز ذلك – قطر، تركيا، السعودية، مصر، الأردن والعديد غيرها. لقد عمل كثير من الناس بجد، هذا يوم عظيم. علينا أن نرى كيف سينتهي الأمر، وأن نضع اللمسات الأخيرة بدقة. أتطلع إلى عودة الأسرى إلى ذويهم، وحتى – للأسف – عودة جثامين من تعرفون مصيرهم، لأن أهاليهم يريدونهم مهما كان الحال".
وأضاف:
"هذا يوم خاص جداً، وربما غير مسبوق في نواحٍ كثيرة. شكراً للجميع، وشكراً للدول الرائعة التي ساعدت. لقد تلقينا دعماً كبيراً، الجميع اتّحدوا حول الرغبة بإنهاء هذه الحرب وتحقيق السلام في الشرق الأوسط. نحن قريبون جداً من تحقيق ذلك. شكراً للجميع – وسيُعامَل الجميع بعدل".
تصريح ترامب الدراماتيكي أحرج إسرائيل، ووفق مصادر مطّلعة فقد "فوجئ" نتنياهو، وعُقدت على إثره مشاورات طارئة ليلية حول الرد. من جانبها، قالت حماس الليلة إن تصريحات ترامب الداعية إلى وقف القصف "مشجّعة"، وصرّح القيادي في الحركة طاهر النونو لوكالة الأنباء الفرنسية AFP أن "حماس مستعدة لبدء مفاوضات فورية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وإنهاء الحرب، وضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة".
تجدر الإشارة إلى أن حماس أعلنت أمس استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى وبدء مفاوضات بشأن خطة ترامب لإنهاء الحرب. وجاء إعلانها بعد ساعات من إنذار وجهه ترامب، لكنها لم تذكر شيئاً عن معظم بنود الخطة الأخرى، ومنها مطلب نزع سلاحها. وجاء في بيان الحركة:
"تعلن الحركة موافقتها على إطلاق سراح جميع الأسرى – الأحياء والجثامين – وفقاً لصيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب، وبما يوفّر الشروط الميدانية العملية لتنفيذ التبادل". وأضافت: "الحركة مستعدة للدخول فوراً، عبر الوسطاء، في مفاوضات حول تفاصيل الاتفاق".
في البيت الأبيض، وصفوا ردّ حماس بأنه "موافقة" على الخطة، لكن فعلياً كان الردّ جزئياً جداً. فحماس أبدت استعداداً للتفاوض، لكنها لم توافق على تسليم سلاحها ولا على نزع سلاح القطاع، ووافقت على إطلاق الأسرى لكن ليس وفق الجدول الزمني الذي حدّده ترامب، ورفضت القبول بآلية إدارة عربية-دولية. كما لم تتضمّن إجاباتها موافقة على بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في غزة.
عملياً، ردّ حماس يرفض معظم شروط ترامب لكنه يترك الباب مفتوحاً للتفاوض لتجنّب اتهامها بالرفض التام. ومع ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون مطّلعون على المفاوضات إن "هناك ما يمكن العمل عليه" في ردّ حماس. ومن المرجّح الآن أن تُضطر إسرائيل لإرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة، وربما وفداً رفيع المستوى، لأن التفاوض هذه المرة يدور حول إطلاق جميع الأسرى وإنهاء الحرب.