مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وبينما ينشغل الأطفال بالدفاتر والحقائب والرفاق، تظل صحة الأسنان أحد أهم العوامل التي لا ينبغي إغفالها، فهي ليست فقط سر ابتسامة مشرقة، بل أيضاً مفتاح أساسي لتناول الطعام بطريقة صحية، والنوم براحة من دون ألم، والانطلاق بثقة داخل الصف والمدرسة.

العلامات التي لا ينبغي تجاهلها

يوضح الدكتور خالد أسعد، استشاري طبّ أسنان الأطفال في مستشفى مغربي الصحية بجدّة، أن هناك علامات تستدعي مراجعة الطبيب فوراً عند ظهورها، مشيراً إلى أن هذه العلامات تشمل الألم المتكرر في الأسنان أو الوجه، أو الألم المفاجئ الذي يوقظ الطفل من نومه، بالإضافة إلى ظهور بقع ملوّنة على الأسنان، بيضاء أو بنية أو سوداء، مبيناً أن نزيف اللثة أو تورّمها وصعوبة المضغ أو ظهور خرّاج كلها تعتبر مؤشرات خطيرة.

وشدّد على ضرورة مراقبة سقوط الأسنان المبكر أو تأخر الأسنان الدائمة في الطلوع، وكذلك الانتباه لأي صدمات أو حوادث قد تؤدي إلى كسر الأسنان أو فقدانها.

أطعمة لأسنان قوية وحياة صحية

ويشير أسعد إلى أن الغذاء الذي يتناوله الطفل خلال اليوم الدراسي يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة فمه، مؤكداً ضرورة تقليل الأطعمة الضارة مثل الحلويات والشوكولاتة اللاصقة والمشروبات الغازية والعصائر المعلّبة، إضافة إلى الشيبس والبسكويت.

وفي المقابل، نصح بأن يصبح الماء هو الصديق الدائم للطفل، إلى جانب الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات، مع الأجبان والزبادي التي تمدّ الجسم بالكالسيوم اللازم لأسنان قوية وصحية.

فرشاة الأسنان صديقتك المفضلة

ولا تتوقف العناية بالأسنان عند عيادة الطبيب، بل تبدأ من البيت، وزيارة طبيب الأسنان يجب أن تكون مرتين في السنة على الأقل حتى لو لم يشكُ الطفل من ألم، وتزداد أهمية الزيارة إذا كان الطفل يعاني من تسوّس نشط أو مشاكل خاصة تحتاج الى متابعة مستمرة للحفاظ على صحة الأسنان والفم، أما في المنزل فيمكن تحويل تنظيف الأسنان إلى عادة يومية ممتعة.

وينصح الدكتور أسعد الأهل بأن يشاركوا أطفالهم هذه العادة ليصبح الأمر نشاطاً عائلياً، كما يمكن استخدام فرشاة ومعجون للأسنان بنكهات محبّبة تجذب الطفل، واعتماد جداول النجوم أو الملصقات كمكافآت.

ولفت إلى أن تنظيف الأسنان يجب أن يكون بعد الفطور وقبل النوم.

أسرار حماية ابتسامة الأطفال

أما الأطفال الذين يحبّون الرياضة واللعب، فأسنانهم تحتاج إلى عناية خاصة، حيث ينصح الدكتور خالد أسعد باستخدام واقٍ للفم (Mouthguard) أثناء ممارسة الأنشطة مثل كرة القدم أو السلة أو الكاراتيه، حيث يحمي الأسنان من الصدمات، مبيناً أن الواقي الأفضل هو الذي يصنع خصيصاً ليناسب فم الطفل في عيادة الأسنان.

ويضيف أن من المهم توعية الصغار بعدم استخدام الأسنان في فتح العلب أو قضم الأشياء الصلبة، لأنها ممارسات قد تؤدي إلى كسرها وإلحاق الأذى بها، مشدداً على أن صحة الفم تبدأ من البيت ومن العادات اليومية البسيطة، وأن الابتسامة السليمة لا تعني الجمال فحسب، بل تعني أيضاً صحة أفضل، ثقة أكبر، وعاماً دراسياً ناجحاً مليئاً بالنشاط.