رواية "المسؤول الرفيع في الموساد" و"جهاز التبييض": هكذا روّج مستشارو نتنياهو رسائل قطر
25/8/2025
المصدر : تقرير: رونين برجمان ونطعال بندل/Ynet-يديعوت أحرونوت
دافيد سايغ، رجل موساد سابق، قُدِّم في التوجيهات للصحفيين كمسؤول أمني رفيع في طاقم المفاوضات – رغم أنه كان قد تقاعد. بحسب فيلدشتاين، فإن أينهورن اقترح استخدامه للمساعدة في تعزيز موقف نتنياهو. أما المستشار السري فيزعم أن الهدف كان انتقاد مصر ومن ثم تمجيد قطر. والاشتباه لدى الشرطة: مسؤولون آخرون في جهاز شؤون الأسرى والمفقودين لم يحدّثوا عن اتصالاتهم مع الدوحة.
خلال الأشهر الأولى من الحرب برزت لدى جهات في مكتب رئيس الحكومة ومحيطه الحاجة إلى تمرير رسائل إلى صحفيين بارزين في الإعلام الإسرائيلي. إحدى الروايات تقول إن المكتب أراد توجيههم بطريقة تميل أكثر لموقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن الصعوبات التي فرضها على المفاوضات لصفقة الأسرى. ورواية أخرى تفسر أن هدف الإيجازات كان تحسين وتعزيز مكانة قطر كوسيط عادل والوحيد القادر على تحقيق المطلوب. وهناك أيضًا من قال إن التوجيهات تناولت الخصم الأكبر لقطر والوسيط الثاني، مصر، من أجل إقناع الصحفيين بأن مساهمتها كانت سلبية.
ولفعل ذلك، كما نُشر سابقًا في "الأخبار 13"، فقد أُرسل المتحدث العسكري باسم رئيس الحكومة آنذاك، إيلي فيلدشتاين، لربط الصحفيين بشخص قُدِّم لهم كـ"مسؤول رفيع من الموساد" أو "ممثل الموساد في طاقم المفاوضات". حتى فيلدشتاين نفسه، مثل غيره من المتورطين في القضية، لم يعرف من هو الرجل. كانوا يعرفونه فقط بلقبه: "حاج".
وعندما كان يتحدث معهم عبر الخط، كان واضحًا أنه شخص ملمّ جيدًا بالمواد، بحسب ما قال صحفيون. على الأقل عند بعض الصحفيين بدا أن الإيجاز ترك الانطباع المطلوب، والرسائل – بما في ذلك تلك التي تضمنت انتقادات قاسية لمصر – وجدت مكانًا بارزًا في تقاريرهم آنذاك. لكنهم لم يعرفوا أنه في الحقيقة يخدم مصلحة أخرى تمامًا.
### "جهاز التبييض" القطري
"حاج" هو دافيد سايغ. لقد شغل بالفعل سابقًا مناصب مهمة في الموساد، من بينها في قسم "تيفيل" المسؤول عن العلاقات الخارجية السرية والاستراتيجية لإسرائيل مع دول لا تقيم معها علاقات دبلوماسية. سايغ، الناطق بالعربية وذو خبرة استخبارية تمتد لعشرات السنين، كان ينتمي إلى وحدة داخل "تيفيل" تربط بين الموساد وأجهزة استخبارات عدد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك قطر.
لكن عندما كان يجري هذه التوجيهات، كان قد مضى وقت طويل على تقاعده من الموساد. لقد أنشأ شركة استشارات وعمل مع جهات في "تكتل الشركات" – المسؤولين الأمنيين السابقين الذين عملوا على مشاريع لصالح الدوحة، وعلى رأسها جهاز كامل للتأثير والعلاقات العامة الذي يطلق عليه البعض "جهاز التبييض" القطري.
بعد 7 أكتوبر، ومع ما كُشف عن التنظيم "القاتل" الذي تستضيف قيادته في ظروف فاخرة بالدوحة، وعن الأموال القطرية التي ذهبت إلى حكومته في غزة، واجهت العائلة الحاكمة آل ثاني أزمة كبيرة. فأصدرت الدوحة أوامرها بإعادة معايرة الجهاز القوي التابع لتكتل الشركات الذي أنشئ أصلاً استعدادًا لمونديال 2022، بحيث ينشغل الآن في تحسين صورة الدولة التي نجحت بعد عقدين في إسكات الادعاءات بأنها تدعم الإرهاب – لكنها قد تجد نفسها الآن مجددًا في نفس المأزق.
الشرطة تشتبه في أن تلك "التوجيهات"، التي كان الصحفيون مقتنعين بأنها تُدار باسم مكتب رئيس الحكومة "ليس فقط من الناحية التقنية بل من الناحية الجوهرية"، كما قال شخص مطّلع على تفاصيل القضية، كانت في الحقيقة جزءًا من حملة تأثير متطورة، هدفها ضخ الرسائل الأساسية من منظور قطر إلى الوعي الإسرائيلي والدولي.