أفادت قنوات مرتبطة بحماس إن حماس أبلغت قطر موافقتها على الاقتراح الذي يتضمن اتفاقًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لكنها لم تحسم قرارها النهائي بعد، إذ تواصل مشاوراتها مع الفصائل الفلسطينية قبل تقديم ردها الرسمي للوسطاء.
وأوضحت المصادر لوكالة "الأناضول" التركية، أن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت "ضمانات واسعة" لتنفيذ الاتفاق، دون الكشف عن تفاصيل هذه الضمانات، مع الإشارة إلى احتمالية انضمام تركيا إلى قائمة الدول الضامنة.
وفي بيان رسمي صادر عن حماس، جاء أن "الحركة ناقشت مع الفصائل الفلسطينية اقتراح وقف إطلاق النار، وسيتم تقديم الرد بعد انتهاء المحادثات".
في الوقت ذاته، اجتمع مساء أمس المجلس الوزاري المصغّر في إسرائيل، من بين أمور أخرى، لبحث الوضع في غزة. على الطاولة تُطرح قرارات حاسمة: بين مواصلة القتال، أو إنهائه في إطار "اتفاق إقليمي شامل"، أو مرة أخرى، صفقة مؤقتة وجزئية.
وفي وقت سابق، قالت مصادر قريبة من الحركة إن حماس ستقدّم "ردًا إيجابيًا" على الاقتراح الذي يتضمن في مرحلته الأولى وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، مقابل إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثة.
ومن المهم الإشارة إلى أنه حتى الآن، لم تُنشر تفاصيل حول ما تضمنه رد حماس، أو ما هي الشروط، كما لم يُصدر أي تصريح رسمي بعد.
في إسرائيل، قدّروا أن الحركة ستضع عراقيل، إذ قال مصدر: "كما في كل مرة – حماس ستجادل حول أسماء الأسرى أو حول المفاتيح، لأن هذه هي طريقتهم دائمًا".
في هذه الأثناء، يقدّر وزراء أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يسعى لإنهاء الحرب، في ظل استمرار ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق، حيث قال لعِدان ألكسندر وعائلته في البيت الأبيض: "نحن سنُنجز الصفقة".
في الأسبوع الماضي، قال رئيس الأركان الجنرال هرتسي هليفي إن الجيش الإسرائيلي يقترب من الوصول إلى الأهداف التي حددها لنفسه، ومن هناك "ستُطرح خيارات عمل تُعرض على المستوى السياسي". كما ارتفعت في إسرائيل الأصوات التي تتحدث عن استنفاد الحملة في قطاع غزة.
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العميد أفي دفيرين، أشار اليوم في تصريح لوسائل الإعلام إلى أن "في الفترة القريبة سنُنجز أهداف عملية 'مركبات جدعون'، في مرحلتها الحالية، وسنقدم للمستوى السياسي عددًا من البدائل للاستمرار. المستوى السياسي سيحدد لنا ما يجب القيام به، وسنعمل وفقًا لذلك".
في وقت سابق أمس، قال مسؤولون كبار في الكابنيت تحدثوا مع نتنياهو إنه "يريد بشدة ومصمم على الوصول إلى صفقة بأي ثمن تقريبًا"، ويعتقد أن نافذة الفرصة السياسية التي تقف أمامها إسرائيل حاليًا "لا تحدث إلا مرة في الجيل".
وفي محادثات مغلقة، بحسب قولهم، يقول رئيس الحكومة: "لدينا فرص سياسية نادرة، تكاد تكون خيالية".
وفقًا لتقديراتهم، يسعى نتنياهو حاليًا إلى التوصل لاتفاق تنهي بموجبه إسرائيل القتال في قطاع غزة – وتشمل الصفقة إطلاق سراح جميع الأسرى، إلى جانب تحقيق الهدف الغامض المتمثل في "إسقاط حماس"، بالإضافة إلى اتفاقيات مع السعودية، سوريا، وربما أيضًا مع دول أخرى.