لكل انسان نقاط ضعف في مراحل معينة من حياته عند فقدان صديق وانسان عزيز عليه، خاصة اذا كان مثل هذا الانسان قد عملت معه في عدة مجالات عمل، مثل الرفيق يورام غوجانسكي.
لقد عملت مع الرفيق منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي في صفوف الشبيبة الشيوعية وهيئاتها المركزية حتى أواخر السبعينيات من القرن الماضي، من بعدها في الهيئات المركزية للحزب وكذلك عملنا عدة سنوات في هيئات حركة الصداقة مع الاتحاد السوفييتي والتي سميت فيما بعد بحركة الصداقة مع الشعوب. وفي كل هذه المجالات عملنا سويا باحترام رفاقي متبادل.
لقد كان للرفيق يورام دور تنظيمي هام ومميز في كل هذه المجالات وبشكل خاص في سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، حيث كان حريصا جدا على دقة العمل التنظيمي وعلى محاضر جلسات سكرتارية المركز ولذلك كان هو المؤتمن على محاضر هذه الجلسات في تلك المرحلة.
تعرفت على الرفيق يورام وشريكة حياته الرفيقة تمار جوجانسكي امد الله في عمرها في أوائل الستينات من القرن الماضي وعرفت بهم الرفيقين الأمميين الصادقين حيث كان لهما مع رفاقهم الاخرين في الحزب دور تاريخي هام في المحافظة على وحدة الحزب الأممية اليهودية العربية، عندما حدثت الازمة داخل الحزب على شرف المؤتمر الخامس عشر، عندما حاولت جماعة منحرفة التطاول على هذا المبدأ الجوهري من مبادئ الحزب، مبدأ وحدته الأممية في 1965 حيث كان في تلك المرحلة خطر جدي على وحدة الحزب اليهودية العربية ووحدته الأممية التي تميز بها. ولكن الرفيق يورام وسواه من الرفاق اليهود كانوا قد افشلوا هذا المخطط الذي لا يمت بصلة للمبادئ الأممية المعروفة لحزبنا الشيوعي منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا.
ان هذه المواقف المبدئية والجريئة للرفيق يورام والرفاق القادة الاخرين في الحزب الشيوعي، تسجل لهم في تاريخهم النضالي الطويل والجريء في حياتهم الحزبية الطويلة. هكذا كان رفاقنا في تلك المرحلة والرفاق من هذا الجيل الشاب يستكملون طريق الرفاق الأوائل، خاصة في مثل هذه الظروف التي يشن بها حكام إسرائيل حرب إبادة ضد الشعب العربي الفلسطيني الذي يناضل من اجل حقه في إقامة دولته المستقلة.
كان الرفيق يورام غوجانسكي من الرفاق المواظبين في عملهم التنظيمي والميداني وهذه طبيعته في العمل في جميع المجالات التي عمل بها عبر عقود طويلة من العمل الدؤوب والمثمر حتى اقعده المرض خلال سنواته الأخيرة.
لم تنقطع علاقتي مع الرفيق يورام حتى خلال فترة مرضه وكان ذلك عن طريق زيارة شخصية في بيته، وفي المدة الأخيرة كان من خلال الاتصالات الهاتفية مع شريكة حياته التي اكن لها كل الاحترام والتقدير وكذلك مع نجله الرفيق ايلي عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي.
ان أمثال الرفيق يورام يستحقون كل الاحترام والتقدير وهم خسارة كبيرة لحزبنا وجبهتنا وحتما ذكراهم ستبقى خالدة، وان ذكرى الرفيق يورم المثابر والمعطاء ستبقى خالدة بين رفاقه وكل محبيه. واعدك يا رفيقي يورم انني لم ولن انساك وسأبقى اذكر دورك الطليعي امام الرفاق الشباب بشكل خاص لأنك كنت نموذجا في عطائك ومبادئك السامية التي امنت بها.
ذكراك ستبقى خالدة يا رفيق يورام.
عرابة البطوف
توفيق كناعنة