رفضت إسرائيل رد حركة حماس على مبادرة "ويتكوف" الجديدة، وقررت عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة، معتبرة أن إعلان الحركة استعدادها لبدء مفاوضات غير مباشرة فورًا لا يعكس تغييرًا جوهريًا في موقفها. وصرّح مسؤولون إسرائيليون أن الرد لا يتضمّن أي إشارة واضحة إلى المبادرة الأمريكية، بل هو محاولة "لتصحيح الرواية" وتصوير حماس كجهة غير رافضة للحوار.
وأكدت الجهات الأمنية الإسرائيلية أن الفجوات الجوهرية ما زالت قائمة، وأن الاستعداد الذي أبدته حماس هو مجرد خطوة تكتيكية، دون مضمون تفاوضي فعلي. بالمقابل، شدد جيش الدفاع على مواصلة العمليات الميدانية، إذ أعلن رئيس الأركان الاسرائيلي إيال زامير عن توسيع التوغل البري في جنوب وشمال القطاع، مع إقامة مراكز توزيع جديدة للمساعدات داخل غزة، استجابة للضغوط الدولية.
في السياق، شن سلاح الجو الاسرائيلي عشرات الغارات، واستهدفت مواقع عسكرية، أنفاقاً، ومخازن سلاح. وقال الناطق باسم الجيش، أفيحاي أدرعي، إن القوات قضت على مسلحين ودمرت بنى تحتية فوق وتحت الأرض.
وعلى الصعيد الإنساني، يتعزز نموذج توزيع المساعدات عبر تحالف دولي مستقل يتجاوز حماس والأمم المتحدة، بالتعاون مع منظمات مدنية غير مسلّحة. وقد رفضت حماس هذا النموذج في ردّها على الوسطاء، مطالبة بعودة الآلية القديمة التي كانت تمنحها نفوذًا مباشرًا.
في المقابل، تصاعدت الاتهامات ضد الجيش الإسرائيلي بخصوص استهداف مراكز توزيع المساعدات، حيث أفاد إعلام فلسطيني وعربي عن سقوط قتلى مدنيين في رَفَح. وذكرت وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات قرب مركز توزيع تابع لمؤسسة GHF الأمريكية.