اقترب نادي ريال مدريد الإسباني من التعاقد رسمياً مع المهاجم الفرنسي الدولي كيليان مبابي الذي قرر الرحيل عن ناديه باريس سان جيرمان عقب نهاية عقده في الـ30 من يونيو (حزيران) المقبل، ليضع حداً لقصة الاهتمام المدريدي بالهداف البالغ من العمر 25 سنة التي بدأت في صيف 2017 حينما كان لا يزال لاعباً في موناكو الفرنسي.

وكشفت تقارير صحافية إسبانية عن أن ريال مدريد حصل بالفعل على موافقة مبابي لحمل قميص "لوس بلانكوس" بداية من يوليو (تموز) المقبل، مما يقطع الطريق أمام أية محاولات من أندية أخرى للتفاوض مع النجم الفائز بكأس العالم 2018 مع المنتخب الفرنسي.

ورجحت المصادر المقربة من ريال مدريد أن تكون مدة عقد مبابي مع العملاق الإسباني ما بين خمسة وستة أعوام، وأنه سيضطر إلى تقليل راتبه في ريال مدريد ليكون أقل بكثير من راتبه السابق مع باريس سان جيرمان، حفاظاً على هيكل الرواتب في النادي الملكي الذي لا يرغب في إحداث أية أزمات داخل غرفة الملابس، بخاصة مع وجود نجمين عالميين شابين هما الإنجليزي جود بيلينغهام والبرازيلي فينيسيوس جونيور.

ومن المتوقع أن يراوح الراتب السنوي لمبابي في ريال مدريد ما بين 15 مليون يورو (16.24 مليون دولار) و20 مليون يورو (21.65 مليون دولار) صافية بعد الضرائب، إضافة إلى مكافآت متعلقة بالأهداف والبطولات الجماعية والجوائز الفردية.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "ماركا" المقربة من ريال مدريد، فإن إدارة النادي أوكلت إلى خوسيه أنخيل سانشيز ملف المفاوضات وقد نقل إلى مبابي رسالة مفادها بأن ريال مدريد مهتماً بالتعاقد معه، لكن لم يعُد الأمر طارئاً أو صفقة يريدون تحقيقها بأي ثمن، كما كان الأمر قبل عام ونصف، وفي الأيام الأولى من يناير (كانون الثاني) الماضي، وبمجرد دخول عقد مبابي مع باريس في الأشهر الستة الأخيرة اتصل ريال مدريد بالدائرة المقربة من اللاعب لمعرفة ما إذا كانت الخطة المتفق عليها في مايو (أيار) من العام الماضي لا تزال سارية المفعول وأنه لم تطرأ أي تغييرات.

ومع اقتراب مبابي من دخول استاد "سانتياغو برنابيو" كشفت الصحافة الإسبانية عن أزمة سيتعين على ريال مدريد ونجمه المنتظر التعامل معها بصورة فورية وهي هل سيشارك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تستضيفها عاصمة بلاده بارس أم لا؟

ويبدو أن مشاركة مبابي ضمن الفريق الأولمبي الفرنسي ستكون على رأس اهتمامات الجميع، بخاصة بعد خسارة "الديوك" لقب كأس العالم 2022 في قطر على يد الأرجنتين بركلات الترجيح، وما يرجح الاهتمام الكبير بوجود مبابي مع فرنسا في المحافل الكبرى هو ما كشفت عنه الصحف ووسائل الإعلام عن تدخل الرئيس والحكومة للضغط عليه لتجديد تعاقده مع باريس سان جيرمان قبل كأس العالم 2022، وتشير بعض الإشاعات حالياً إلى أن مبابي هو الذي تم اختياره ليكون حامل العلم الفرنسي في حفل الافتتاح.

وكانت صحيفة "ليكيب" كشفت عبر مصادر موثوقة من داخل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، عن أن خطة البلاد هي ضم مبابي وأنطوان غريزمان ورافائيل فاران إلى الفريق الأولمبي طمعاً في الفوز بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم للرجال، وبالفعل تسمح اللوائح بوجود ثلاثة لاعبين يزيد عمرهم على 21 سنة.

ونظراً إلى أن مسابقة كرة القدم في الألعاب الأولمبية لا تقام تحت لواء "فيفا" بل تتبع اللجنة الأولمبية الدولية، فإن الأندية غير ملزمة الموافقة على مشاركة لاعبيها في البطولة، ويكون القرار لكل نادٍ على حدة، لذا يتعين على اللاعبين التفاوض مباشرة مع أنديتهم التي تدفع رواتبهم للسماح باللعب في البطولة الأولمبية غير المشمولة بتأمين "فيفا" الطبي ضد الإصابات، وبذلك في حال إصابة أي لاعب يتحمل ناديه المسؤولية وحيداً.

وسيكون الصيف المقبل مزدحماً للغاية، إذ تلعب منافسات كأس أوروبا في الفترة من الـ14 من يونيو إلى الـ14 من يوليو، ثم ستقام بطولة كرة القدم بالألعاب الأولمبية في الفترة من الـ24 من يوليو إلى التاسع من أغسطس (آب) أي في منتصف الموسم التحضيري لريال مدريد وبدء الدوري الإسباني.

ويبدو أن موافقة ريال مدريد على ترك مبابي لفرنسا سيكون شبه مستحيل نظراً إلى أن هذا يعني حرمان اللاعب من الراحة تماماً قبل أول مواسمه بالقميص "الملكي"، إضافة إلى غيابه عن جولة أميركا التحضرية التي يتقاضى النادي مبالغ طائلة من وراء مبارياته فيها.

وكان مبابي قال منذ أشهر عدة "الجميع يعلم أنني كنت أحلم دائماً باللعب في الألعاب الأولمبية، لكن ذلك لا يعتمد علي، هناك عدد من العوامل المؤثرة".

وكان مدرب منتخب فرنسا تحت 21 سنة تييري هنري حذراً وواقعياً في ما يتعلق بأمر اختيار مبابي ضمن قائمته، إذ قال "لم أتحدث معه حول هذا الموضوع بعد، لنفترض أنني أريد لاعباً وناديه الحالي يقبل، ما الذي يضمن لي أن ناديه الجديد سيوافق إذا انتقل في الصيف".