xxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxx

من أجل تغيير أسلوب العمل للجنة التواصل الفلسطينية مع المجتمع الاسرائيلي

من أجل تغيير أسلوب العمل للجنة التواصل الفلسطينية مع المجتمع الاسرائيلي
22/4/2023
بقلم : تميم أبو خيط
 

طرح الإعلامي   د. ناصر لحام مؤخراً موضوع لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي التي انبثقت عن منظمة التحرير الفلسطينية عام 2012. ودعا لحام في مقاله إلى إلغاء اللجنة لأنها فشلت في مهمتها وإلى  تشكيل "هيئة كفاح يهودي فلسطيني " دون أن يحدد ماهية هذه اللجنة ومهمتها أو الفرق بينها وبين لجنة التواصل .
  لا أوافقه الرأي بوجوب حل لجنة التواصل  وتشكيل هيئة كفاح يهودية عربية ، أولاً  لأن ذلك هو مشروع كبير يتطلب وقتاً طويلاً جداً وجهوداً جبارة وبناء من جديد لجسم بديل لجسم موجود وذي تجربة يجب الاستفادة منها، وانما الواجب هو أن تدرك لجنة التواصل  فشل بعض أساليبها ونهجها وتعيد تقييم طريقة عملها لتستفيد من التجربة ومن النجاحات التي كانت ، ولتتعلم من الفشل في تحقيق الهدف الرئيسي وتستخلص النتائج وتعيد بناء تكتيكات وأساليب أخرى بناءً على التقييم من جديد. عليها أن تجري دراسة معمقة ليس لتركيبة المجتمع اليهودي السياسية فقط وانما لأسلوب تفكير وثقافة المجتمع اليهودي ومجتمع فلسطينيي الداخل  والذي يجب التوجه له كمجتمع يختلف كلياُ عن باقي المجتمعات الفلسطينية الأخرى في الضفة أو غزة أو لدى اللاجئين وباقي الشتات ، وهو مفتاح التواصل مع المجتمع اليهودي ولا يمكن تخطيه ، بل يجب تعميق التعاون معه لتحقيق الهدف . وأقول التعاون معه وليس التعاون مع بعض "المعارف " ، وإنما التعاون مع مَن من الممكن أن يساعد في تحقيق الهدف ، إن كان مهنياً أو سياسياً أو تكتيكياً من ذوي المكانة والتجربة والعلاقات العامة ومواقع التأثير من فلسطينيي الداخل أولاً ومن المجتمع الاسرائيلي ثانياً ، وبعيداً عن الأحزاب السياسية التي حتماً ستضع مصلحتها فوق كل مصلحة ، والتي يتغير قادتها وبالتالي تتغير تعهداتها واستراتيجياتها .
كذلك يجب أن تدرك أهمية سلاح الإعلام واستخدامه لخدمة هدفها بتوجيه إعلام خاص للمجتمع اليهودي يعتمد على فهم كيفية التأثير الإيجابي على هذا المجتمع عامة ، خلافاً لطريقة عملها الحالية التي تحاول التأثير على  أشخاص تنتقيهم من المجتمع الاسرائيلي ومن مجتمع الداخل  واستثناء أشخاص آخرين لأسباب غير موضوعية ، وغير مهنية ، وعليها أن تدرك وتعرف أن عملها الإعلامي كان فاشلاً وغير مهني . عليها أن تفهم أن العمل والتأثير يجب ألا يكون بشكل قبَلي وصلحة عرب وأشباه المشايخ والمصالح الخاصة   وإنما بأسلوب عصري علمي يعتمد على تجميع المعطيات  ودراسة كيفية التعامل معها والتأثير عليها ، والعمود الفقري لذلك هو الإعلام وليس المخترة  .
من خلال نشاطي في  صفوف الحركات اليهودية المختلفة التي تنادي بالحوار مع الفلسطينيين ، ومن خلال احتكاكي - من بعيد - بمحاولات اللجنة لتقريب فكرة الحوار الفلسطيني - اليهودي، لاحظت أن اللجنة تستخدم أسلوباً يليق بأساليب التعامل في الدول العربية وليس في دولة كدولة إسرائيل ذات المجتمع العصري المختلف ، والذي أدى أيضاً إلى اختلاف في مجتمع فلسطينيي الداخل أيضاً ، وهذه مسألة كما يبدو صعبة الفهم أو الاستيعاب على البعض . إنني أقدر عالياً الجهود التي بذلتها وتبذلها قيادة هذه اللجنة، والتي حققت بعض النجاحات،  لكن يلزمها فعلاً وقفة تأمل وتفكير لإعادة نهجها وبناء خطة جديدة تكون أكثر فعالية ونجاحاً ، وهذا ممكن .أتمنى للجنة أن تنجح  في الارتقاء والعمل على أسس  علمية وعصرية وليس بأساليب كلاسيكية قديمة لا تجدي نفعاً مع المجتمعين العصريين داخل دولة إسرائيل .
إن التطورات الأخيرة في المجتمع الاسرائيلي ، من المظاهرات إلى الاحتجاجات وحركات العصيان إلى زيادة قوة معارضي الاحتلال وزيادة التأييد لقوى اليسار بعد نكسته في الانتخابات الأخيرة هي فرصة سانحة يجب على اللجنة استغلالها للتأثير عليها في اتجاه تقوية الحوار الفلسطيني الاسرائيلي وتقوية الفئات المعارضة للاحتلال والمطالِبة بإنهائه وبمنح الشعب الفلسطيني استقلاله . هناك فراغ كبير تركه ابتعاد الأحزاب العربية في الداخل عن اليسار الاسرائيلي وتقوقع هذه الأحزاب بعيداً عما يجري من تغيير في المجتمع الاسرائيلي ، ( وهذا خطأ كبير ترتكبه هذه الأحزاب )، لكن على اللجنة والسلطة استغلال هذا الفراغ للتأثير على المجتمع الاسرائيلي في الاتجاه الذي يخدم القضية الفلسطينية العادلة . هناك فرصة تاريخية على اللجنة استغلالها بالطريقة الصحيحة .
 تحياتي للأصدقاء هناك في اللجنة وأتمنى لهم كل التوفيق في مهمتم الصعبة والضرورية جداً.
  ليس المجدي الآن حل اللجنة كما يقترح الزميل ناصر اللحام ،  وإنما تعزيز دورها وإعطاؤها المزيد من الصلاحيات والاستقلالية والدعم المادي والمعنوي والقوى العاملة الملائمة ، ومنحها الأدوات اللازمة ، وهذا يقع على عاتق قيادة منظمة التحرير الفلسطينية  والسلطة الوطنية الفلسطينية  .

 

 
 

للمزيد : أرشيف القسم