xxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxx
ترامب يحتضن نتانياهو ويرفض الإفصاح عما إذا كان سيعمل ضد الموقف الإسرائيلي
ترامب يحتضن نتانياهو ويرفض الإفصاح عما إذا كان سيعمل ضد الموقف الإسرائيلي
30/12/2025
المصدر : تقرير يوناتان ليس - هآرتس
 

تهرّب الرئيس الأميركي من الإجابة عن أسئلة الصحافيين بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته لإعادة إعمار غزة، ونشر قوات تركية في المنطقة، وكذلك بشأن الاتفاق الأمني بين إسرائيل والإدارة في سوريا. وقد توحي إجاباته بأن الأطراف لا ترى الأمور بالمنظور نفسه حيال قضايا الساعة.

لم يكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليتخيّل استقبالًا أكثر ودّية من ذلك: أمام وسائل الإعلام وفي ذروة المشاهدة، لم يتوقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إغداق المديح عليه. قال إن نتنياهو «قام بعمل مذهل»، وروى أن علاقتهما «لا يمكن أن تكون أفضل»، وأعلن بثقة أن «العفو في الطريق». وحتى عندما تطرّق إلى الأمر الذي يقلق الدائرة المقرّبة من نتنياهو — ميله إلى الاستقلالية الزائدة في اتخاذ قرارات قد تُعرّض اتفاق غزة أو المصالح الدبلوماسية للولايات المتحدة للخطر — فضّل ترامب توجيه رسالة تصالحية. وقال: «قد يكون صعبًا أحيانًا، لكنك تحتاج إلى رجل قوي. لو كان هناك شخص ضعيف (في الحكم)، لما كانت دولة إسرائيل موجودة اليوم».

واصل ترامب التزام الغموض أيضًا في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نتنياهو مباشرة بعد اللقاء. وأطلق تصريحًا غير مُلزِم عن توسيع «اتفاقيات أبراهام» «بسرعة» لتشمل دولًا إضافية، من دون ذكر أسمائها أو تحديد إطار زمني محتمل. كما اعترف بأن مسار التطبيع مع السعودية ما زال بعيدًا عن النضج. وقال: «في مرحلة ما سيوقّعون هم أيضًا على اتفاقيات أبراهام». وعندما سُئل عمّا سيحدث إذا لم تنزع حماس سلاحها، أجاب بإيجاز: «سيكون ذلك سيئًا جدًا جدًا لهم». وحين تطرّق إلى احتمال شنّ إسرائيل هجومًا على معاقل حزب الله، قال إن التنظيم «يتصرّف بشكل سيّئ، وسنرى ما سيحدث».

وعندما طُلب منه التعليق على جهود إعادة الإعمار في طهران، حذّر ترامب بالفعل من ضربة أميركية إضافية على إيران. غير أنه حين سُئل عمّا سيحدث إذا استأنفت جهودها النووية، اكتفى بالقول: «هم يعرفون العواقب، والعواقب ستكون قوية وربما أقوى من المرة السابقة». كما لم يقدّم الرئيس إجابات مباشرة بشأن الترحيل الطوعي لسكان غزة إلى دولة ثالثة، أو بشأن موجة الاعتداءات العنيفة التي ينفذها نشطاء اليمين المتطرف في القرى الفلسطينية بالضفة الغربية.

العناق الدافئ الذي يقدّمه ترامب لنتنياهو هو تكتيك قديم لديه في إدارة العلاقة بينهما. فحتى في عام 2024، في خضم السباق الرئاسي، لم يُخفِ ترامب أنه فكّ شفرة الوصول إلى قلبه. وقال حينها: «لديّ سلاح سري، هل تعرفون ما هو؟ سارة. طالما أن لديّ سارة، فهذا كل ما يهم». أما الخلافات — وهي كثيرة — فيُبقيها عادةً خلف الأبواب المغلقة. وفي الأثناء، يقول مصدر مقرّب من نتنياهو إن «اللقاء مع ترامب، حتى في الغرفة المغلقة، كان ممتازًا. ومن الواضح أنه يفهم المواقف التي عرضها عليه نتنياهو».

ومع ذلك، يعضّ المقرّبون من نتنياهو على أناملهم تساؤلًا عمّا إذا كان ترامب سيفرض عليه قرارات لا تستطيع ائتلافه ابتلاعها. وقد يتّضح قريبًا أن كلمات الإطراء التي أطلقها ترامب كانت «عناق دب»: فمواقف نتنياهو وترامب تتعارض في غير مجال، مع اقتراب الانتقال المتوقع إلى المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار قطاع غزة. صحيح أن ترامب سُئل عن قضايا الساعة، لكنه تهرّب من الإجابة: هل سيأمر بالانتقال إلى المرحلة الثانية من خطته لغزة قبل العثور على جثمان الأسير القتيل ران غويلي وإعادته للدفن؟ هل سيتساهل مع شرط نزع سلاح حماس قبل أي إعادة إعمار للقطاع؟ هل سيصرّ على نشر جنود أتراك ضمن قوة الاستقرار في غزة؟ وهل سيضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني مع الإدارة في سوريا؟ مرة بعد مرة اكتفى ترامب بالرد «سنتحدث عن ذلك»، ملمّحًا إلى أن الأطراف لا ترى حقًا الأمور بالمنظور نفسه حيال القضايا الراهنة.

 
   

للمزيد : أرشيف القسم
الكرمل للإعلام

الكرمل للإعلام
  • الصفحة الرئيسية
  • أخبار محلية
  • أخبار عالمية
  • مقالات وأراء
  • أخبار خفيفة
  • رياضة
  • فن وثقافة
  • مواضيع متنوعة

المواد المنشورة في الموقع على مسؤولية المصدر المذكور في كل مادة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الكرمل ©