"هل يوجد متطوّع بين الحضور؟" هذا السؤال يُطرح يوميًا في مئات الدروس والمحاضرات في أنحاء البلاد، وغالبًا من يصعد إلى المنصة يعيش بضع دقائق مشوّقة وينال انتباهًا صحيًا. في الحالة غير المعقولة لبريت شورتس، طالبة الطب، كان قرارها بالتطوّع سببًا في إنقاذ حياتها.
قبل أن تبدأ تدريبها العملي (الستاج)، تعود شورتس (30 عامًا) للحظة التي تحوّلت فيها مشاركة روتينية في درس طب عادي إلى اكتشاف مفاجئ لسرطان الغدة الدرقية – وعملية جراحية أجرتها بعد وقت قصير. ومؤخرًا، شاركت في عملية مماثلة، لكن هذه المرة من الجهة الأخرى للطاولة.
شورتس، طالبة في سنتها السادسة في كلية الطب، كانت قبل نحو عامين خلال دورة سريرية في قسم الباطنية بمستشفى برزيلاي في أشكلون، حين تطوّعت لتكون "مريضة" في عرض تعليمي روتيني ضمن درس في طب الغدد الصماء قدّمته الدكتورة لينا توركوت، مديرة وحدة الغدد الصماء في المستشفى. تقول شورتس: "تعلمنا كيف نجري فحصًا جسديًا عامًا للجهاز الهرموني. بدأت الطبيبة تفحص عنقي، وقالت إنها تشعر بوجود عقدة صغيرة. أوضحت أن الأمر غالبًا لا يعني شيئًا، لكن من الأفضل أن أفحصه في وقت لاحق".
بعد عدة أشهر، أجرت فحص ألتراساوند، ثم أُحيلت إلى خزعة. حدد لها الطبيب موعدًا لمتابعة بعد ثلاثة أشهر. تقول شورتس: "بعد شهر، اتصلت سكرتيرته وطلبت مني تقديم الموعد، وعندها فهمت أن هناك أمرًا غير طبيعي. في تلك المرحلة بدأت أشعر بالقلق. أعلم أن سرطان الغدة الدرقية ليس من أكثر الأورام رعبًا، لكنني كنت أريد أن أعرف وأن أبدأ بالعلاج".
شورتس، التي كانت حينها في دورة سريرية أخرى بمستشفى مختلف ضمن دراستها، طلبت مساعدة من إحدى الطبيبات. تقول: "طلبت منها أن تدخل إلى ملفي الطبي وتفحصه. قلت لها إنني أظن أنه سرطان، وإذا لم تمانع أن تكون هي من تُخبرني بذلك، فسأكون ممتنة. نظرت في الملف وقالت لي: 'أنتِ على حق'، وعندها أدركت أنني مصابة بسرطان الغدة الدرقية".
وتتابع: "من جهة، كان ذلك صدمة، لأنني طوال تلك الفترة لم أعتقد أن الأمر سيكون جديًا. ومن جهة أخرى، كان من العبث رؤية كلمة 'سرطان' (كارسينوما) في ملفي الطبي على الشاشة. في ذلك اليوم غادرت المستشفى مبكرًا، كنت بحاجة لوقت مع نفسي لأستوعب الأمر".