استشهد ثلاثة أطفال حديثي الولادة خلال الـ 48 ساعة الماضية؛ نتيجة تأثرهم بالبرد الشديد في قطاع غزة المحاصر والذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية من يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث.
جاء ذلك وفق ما أكده رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، أحمد الفرا، في تصريحاتٍ صحفية مقتضبة صباح اليوم الخميس وتابعها "الكرمل".
وقال "الفرا" إن مستشفى ناصر الطبي استقبلت خلال 48 ساعة، ثلاث وفيات من الأطفال حديثي الولادة تتراوح أعمارهم بين 4-21 يومًا، وذلك بسبب البرد الشديد، وعدم القدرة على الوصول إلى مأوى دافئ.
وأكد أن انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات الفلسطينيات، أدى لتسجيل حالات مرضية جديدة بين الأطفال الرضع.
وكانت الطواقم الطبية في مستشفى ناصر قد أعلنت أمس عن استشهاد الرضيعة سيلا الفصيح التي تبلغ من العمر أسبوعين، بعد أن توقف قلبها داخل خيمة عائلتها في مواصي خانيونس؛ بسبب البرد الشديد.
وقبلها بأيام استشهدت الرضيعة عائشة القصاص (20 يومًا)، داخل خيمة عائلتها في مواصي خانيونس بسبب البرد الشديد أيضًا.
ويعيش النازحون منذ أكثر من عام في ظروفٍ مزرية، داخل خيام مهترئة مصنوعة من القماش والنايلون بعد فرارهم من آلة القتل الإسرائيلية، وسط نقص حاد في البطانيات والملابس الدافئة، ووسائل التدفئة كالأخشاب؛ ما يجعل إمكانية ارتفاع عدد حالات الوفاة خاصة في صفوف الأطفال بسبب البرد ترتفع.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت مؤخرًا من أنّ الناس الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة في غزة قد لا يصمدون في الشتاء، مشيرةً إلى حاجة ما لا يقل عن 945 ألف شخص إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت باهظة الثمن في القطاع.
كما تخشى الأمم المتحدة من أن تتفشى الأمراض المعدية، التي انتشرت في الشتاء الماضي، مرة أخرى وسط ارتفاع سوء التغذية.
وفي هذا السياق صرّحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، بأنّ أطفال قطاع غزة يعانون من البرد والمرض والصدمة، ويستمر الجوع وسوء التغذية، وظروف المعيشة المزرية على نطاق أوسع، في تعريض حياة الأطفال للخطر".
وأشارت إلى أنه وعلى مدى أكثر من 14 شهرًا، كان الأطفال على حافة الكابوس في قطاع غزة، حيث أفادت التقارير باستشهاد أكثر من 14500 طفل وإصابة الآلاف.
وقالت مسؤولة الاتصالات في "يونيسف" روزاليا بولين: "لقد حل الشتاء الآن على غزة. الأطفال يشعرون بالبرد وحفاة الأقدام. ولا يزال العديد منهم يرتدون ملابس الصيف. ومع نفاد غاز الطهي، يبحث الكثيرون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية لحرقها. وتدمر الأمراض أجساد الأطفال الصغيرة في حين تعاني المستشفيات من الفقر وتتعرض للهجوم المستمر. والرعاية الصحية في حالة يرثى لها".