صادقت الحكومة الإسرائيلية، مساء الاثنين، على إعلان "حالة خاصة" في الجبهة الداخلية في جميع أنحاء البلاد، وذلك خلال اجتماع هاتفي طارئ بناءً على مقترح وزير الأمن، يوآف غالانت. وفي هذه المرحلة، لا يشمل ذلك فرض قيود واسعة النطاق على جميع أنحاء البلاد، حيث تقتصر القيود على المنطقة الممتدة من مدينة حيفا إلى الحدود مع لبنان، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل على لبنان.
والإعلان عن "حالة خاصة" في الجبهة الداخلية لا يؤثر بشكل مباشر على المدنيين؛ والغرض منها هو تمكين الجيش الإسرائيلي والجهات الحكومية من اتخاذ قرارات سريعة وطارئة بشأن الوضع، بما في ذلك منح صلاحيات لوزير الاقتصاد للحفاظ على وجود موظفين في الأماكن الحيوية.
ويسمح هذا الإعلان لقيادة الجبهة الداخلية بتفعيل صلاحياتها بشكل مستمر، بما في ذلك تفعيل صافرات الإنذار وتوجيه تعليمات خاصة للسكان في المناطق قبل وقوع التهديدات وخلال استمرار الهجمات. وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن غالانت قدم هذا المقترح للسماح للجهات التشغيلية بـ"إصدار توجيهات لحماية المدنيين وإنقاذ الأرواح".
وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، الاثنين، تمديد القيود التي فرضتها على مدينة حيفا وجميع المناطق الواقعة شمال المدينة، بما في ذلك التعليم الوجاهي، في إطار التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة على وقع الهجمات الإسرائيلية المكثفة على لبنان وتوسيع حزب الله نطاق استهدافاته في إسرائيل.
وأكدت بلدية حيفا، تمديد القيود حتى اليوم، الثلاثاء، بما يشمل عمل جهاز التعليم عن بعد، وإلغاء التعليم الوجاهي، ومنع تجمهر أكثر من 10 أشخاص في الأماكن المفتوحة و100 شخص في الأماكن المغلقة، كما أن تبقى المراكز المجتمعية والشواطئ ومنشآت الرياضة ستكون مغلقة.
كما أعلنت بلدية حيفا الاستمرار في العمل عن بعد، الثلاثاء، "باستثناء الأنشطة الحيوية اللازمة للحفاظ على استمرارية العمل ومنع الإضرار بالأنشطة البحثية"، وأكدت أنه "لن تُعقد أي أنشطة تعليمية، بما في ذلك الامتحانات". وقال إن الأنشطة الحيوية ستقام "بشرط إمكانية الوصول إلى مكان محمي معتمد خلال 60 ثانية".
وكانت قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي قد أصدرت مساء السبت، تعليمات جديدة تشمل إغلاق الشواطئ وفرض قيود على التجمعات والأنشطة التعليمية، في المناطق التي تمتد من مدينة حيفا حتى الحدود مع لبنان، على خلفية "موجة جديدة" من التصعيد الإسرائيلي على لبنان وحزب الله.
ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجومًا هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام؛ في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق "حزب الله" عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.