xxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxx

تنديد واسع بقصف مدرسة "التابعين" شرق غزة

تنديد واسع بقصف مدرسة

المصدر : BBC

قُتل أكثر من 100 فلسطيني وأصيب العشرات بجروح، فجر السبت، إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة.

وقال الدفاع المدني أن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف مدرسة "التابعين" خلال تأدية المواطنين لصلاة الفجر، بثلاثة صواريخ اثنين منها حربية والصاروخ الثالث كان صاروخ استطلاع.

وأوضح الدفاع المدني أن فرقه توجهت لموقع الحادث حيث "تفاجأت بحجم الكارثة والدمار والاصابات البليغة والجثث المتناثرة"، مؤكداً أنه انتشل عدداً من الجثث التي تحولت إلى أشلاء.

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جانبه "القضاء على 19 إرهابياً على الأقل" من حركتي حماس والجهاد الإسلامي خلال الضربة التي شنّها فجر السبت، وأرفق رسماً بيانياً يزعم أنه لأسماء هؤلاء الأشخاص وصوراً شخصية لهم.
فيما قال المتحدث باسم الدفاع المدني لبرنامج غزة اليوم، إن الطواقم انتشلت أكثر من 90 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً، مؤكداً أن هناك عدداً كبيراً من المفقودين.

وذكرت تقارير أن حريقاً اندلع بعد الغارة، وحاول عمال الطوارئ إنقاذ من كانوا بالداخل.

وأوضح بصل لبي بي سي أن أغلب الإصابات كانت إصابات حروق بسبب احتراق السجاد الذي كان في المصلى، مؤكداً أن هناك العديد من المجهولين بسبب "عدم امكانية التعرف على الجثث التي تفحمت".

وأوضحت فرق الإنقاذ أن أغلب الإصابات التي نُقلت إلى المستشفى الأهلي العربي حالتها خطيرة للغاية.

قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إنه "لا يمكن للعالم أن يظل غير مبال تجاه هذه الوحشية واللاإنسانية والانحطاط، ولا يمكن لمجلس الأمن أن يظل مشلولا في انتظار أن تقرر إسرائيل فجأة احترام القانون الدولي، بينما تقوم علانية بإظهار أنها لا تحترم الميثاق أو قرارات الأمم المتحدة أو أي مبدأ من مبادئ القانون، وتصر على تمزيق الشعب الفلسطيني كما تفعل الآن".

وأضاف منصور، في رسالة لمجلس الأمن، السبت، أنه لا يمكن لمجلس الأمن أن يبقى صامتا وهو يشاهد شعبا بأسره يُدمر بينما ينتظر الحماية التي تحق له، ويناشد للحصول عليها، ولكن العالم يواصل تجاهلها ببرود.

وأكد منصور أنه "يجب محاسبة إسرائيل على هذه الجريمة البشعة وعلى جميع الجرائم الأخرى ضد الإنسانية التي ارتكبتها في إبادة الشعب الفلسطيني، وعلى مدى سنوات الاحتلال غير القانوني وغير الإنساني".

وتابع: "أولئك الذين يواصلون الدفاع عن هذه الإبادة وتزويد إسرائيل بكمية لا تنتهي من الأسلحة للقتل والتشويه والتدمير هم شركاء في هذه الجرائم ويطيلون أمد سفك الدماء والرعب. يجب عليهم وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة ووقف دعم حربها الإباديّة ضد الشعب الفلسطيني".

وقال مدير مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في تغريدة على موقع إكس: "من أصعب المشاهد الدامية والمروعة التي مرت علينا اليوم في مستشفى المعمداني بغزة بعد المجزرة الإسرائيلية على مدرسة التابعين كانت لشاب صغير يبلغ من العمر 16 عاماً، وصل إلينا وجزئه السفلي مفتت ومهشم، يده اليسرى مبتورة"، موضحاً أنه "وأثناء إجراء الجراحة الطارئة، صدمت عندما وجدت رأس شخص آخر محطم بين عظام ساقيه المفتت"، ومشيراً إلى أن "هناك العشرات من الإصابات المشابهة خطورةً ترقد الآن بين أروقة المشفى ، وفي كل لحظة تمر نفقد روحاً جديدة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طيرانه استهدف "مخربين عملوا من داخل مدرسة استُخدمت كمأوى للمدنيين". بينما قالت حركة حماس عبر حسابها على تطبيق تلغرام إن "السياسة المؤكدة والصارمة والمعمول بها لدى المقاتلين من كل الفصائل هي عدم التواجد بين المدنيين لتجنيبهم الاستهداف الصهيوني."

وقال المكتب الإعلامي للحكومة في غزة في بيان "استهدفت الغارات الإسرائيلية النازحين أثناء أدائهم صلاة الفجر، ما أدى إلى زيادة سريعة في عدد الضحايا".

وقال عبد الله الربع أحد شهود العيان في مدرسة التابعين التي تم استهدافها، إن 70 في المئة من العائلات النازحة في المدرسة تجمعت لأداء صلاة الفجر حين تم استهدافهم بشكل مباشر، موضحاً أن كل من كان في المسجد للصلاة "قتل، وهناك صعوبة في التعرف على الضحايا".

وأشار الربع أن المكان المستهدف هو مكان نزوح ومصنف على أنه "مكان آمن لإيواء للنازحين"، موضحاً أن من بين النازحين أناساً قدموا من الشمال بحثاً عن مكان آمن.

وقال يوسف حبوش وهو شاهد آخر كان يساعد في انتشال الجثث حين تحدث معه برنامج غزة اليوم عبر بي بي سي، إن القصف تزامن مع بدء صلاة الفجر مباشرة، مشيراً إلى وجود عدد كبير من كبار السن والأطفال والنساء الذين كانوا يؤدون الصلاة.

وأوضح حبوش أن "عدد الضحايا أكثر من 100 قتيل جميعهم قطع لحم، ومعظمهم أطفال ونساء".

من جانبه اعتبر محمد عطالله المحامي في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، أن ما جرى هو "مواصلة لسياسة تدمير المدارس ومراكز الإيواء التي تنتهجها القوات الإسرائيلية"، موضحاً أن "القوات الإسرائيلية ارتكبت مجزرة في مدرسة التابعين الشرعية والتي تضم أكثر من 5000 نازح".

وأوضح عطالله الذي كان في مكان الحادث أن "المشهد بشع جداً ولا توجد جثث كاملة، وحتى المصابين أوضاعهم كارثية والمؤسسات الصحية لا تستطيع استقبال هذا العدد الهائل من الضحايا"، مؤكداً أن ذلك انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وداعيا للتدخل الفوري لإيقاف هذه "الجرائم".