فشلت الولايات المتحدة في مهمتها بتقديم نسخة "كوبا أمريكا 2024" بأفضل صورة في ظل المشاكل التنظيمية والأمنية واللوجستية التي غطت على المنافسات ونجاح المنتخب الأرجنتيني في نيل اللقب.
وشهدت الساعات التي سبقت المواجهة النهائية للبطولة بين الأرجنتين وكولومبيا التي انتهت بفوز التانغو بنتيجة (1-0)، أزمة كبرى بسبب الشغب الجماهيري، خاصة عندما لم تفتح أبواب ملعب "هارد روك"، المستضيف للمباراة النهائية في وقته المحدد.
وتسبب هذا الأمر في اندفاع الآلاف من المشجعين إلى بوابات الملعب، فيما حاولت شرطة مقاطعة ميامي التصدي للشغب الجماهيري، والسيطرة على الموقف، إلا أن المشجعين اقتحموا مدرجات الملعب، سواء من يحملون التذاكر أم لا، الأمر الذي أجبر اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، لإعلان تأجيل المباراة لمدة 30 دقيقة، علما بأن اللقاء تأجل انطلاقه حوالي 75 دقيقة.
وجلس آلاف المشجعين خارج الملعب لساعات في ظل درجات حرارة شديدة، وفي وقت لاحق، فتح الأمن البوابات للجميع، وفقًا لمشاهدات صحفية من قلب الحدث، وغصت وسائل التواصل الاجتماعي، بمقاطع فيديو تظهر تسلل المشجعين عبر فتحات التهوية إلى الملعب، في مشهد بدا وكأنه جنون مطلق.
انطلقت المباراة بعد موعدها المقرر بساعة ونصف، لكن الفوضى لم تتوقف عند ذلك، حيث أراد المنظمون الأمريكيون إخراج المناسبة على طريقة "السوبر بول"، من خلال فقرة فنية للمغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا، بيد أن الفاصل الغنائي استمر 25 دقيقة، أي أكثر بـ10 دقائق من الوقت المقرر، وهو ما أثر بشكل واضح على عمليات البث التلفزيوني، خصوصا للشبكات الأوروبية والآسيوية.
العرض التمهيدي والاستعدادي لكأس العالم 2026 تم فضحه في عدة تصريحات، وبعض من تكلم تعرض للتهديد، لكن هناك دائمًا من يتمرد من أجل إظهار الحقيقة وهذه المرة كان مدرب منتخب الأوروغواي، مارسيلو بيلسا.
وخرج بييلسا بتصريحات نارية ضد منظمي كوبا أمريكا، عقب مباراة أوروغواي ضد كولومبيا في نصف النهائي، حيث دخل اللاعبون في شجار عقب إطلاق صافرة النهاية، كما توجه عدد من لاعبي أوروغواي، وفي مقدمتهم داروين نونيز، إلى المدرجات الكولومبية، والتي شهدت حالة من المناوشات امتدت إلى منطقة أسر اللاعبين والأطفال.
وقال بييلسا في مؤتمر مباراة المركز الثالث، إن كل من ينتقد سوء تنظيم بطولة كوبا أمريكا يتعرض للتهديد، مضيفًا أنهم تحدثوا عن الملاعب المثالية وكذلك ساحات التدريب، ولكنه وباء الكذابين، واصفا الملاعب بأنها "كارثية"، ويجب على اللجنة المنظمة أن تخرج باعتذار عما شهدته البطولة من أزمات والتعهد بتحمل مسؤوليتها.
وفي مفارقة غريبة، اتفق معه المدير الفني لمنتخب كندا جيسي مارش، رغم أنه أمريكي الجنسية، وأكد أن بطولة كوبا أمريكا كانت غير احترافية، وأن بلاده فشلت في التنظيم.
وأوضح: "تعرضنا للإهانات العنصرية، مباشرة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، طوال البطولة. عاملونا كمواطنين من الدرجة الثانية. أريد أن أمثل بلدي، ونحن نمثل بلدنا ولعبنا بقوة وخشونة".
كما أثارت مواعيد مباريات كوبا أمريكا، التساؤلات بين جمهور كرة القدم في مناطق مثل الشرق الآسيوي الأقصى، وحتى في دول أوروبية وشرق أوسطية، وتأثرت المتابعة الجماهيرية كثيرًا، وهو الأمر الذي يلوح في الأفق في عندما تنطلق نهائيات كأس العالم 2026.
ولم يتم بيع حقوق البث التلفزيوني لبطولة كوبا أمريكا 2024 في العديد من المناطق الجغرافية، مثل المنطقة العربية، نظرًا لأن البطولة تقام بها في فترة الفجر، لتفقد المنافسات فرصة لجمع الإيرادات الإضافية.
ومن المقرر أن تستضيف الولايات المتحدة منافسات كأس العالم للأندية بشكلها الجديد صيف العام المقبل، حيث تقف أمام فرصة لإصلاح الصورة التي قدمتها عن نفسها في كوبا أمريكا، قبل عام واحد من انطلاق المونديال.