xxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxx

عندما تنتهي الحرب

سنفتتح مزادًا للبكاء.. من يشتري؟

سنفتتح مزادًا للبكاء.. من يشتري؟
24/4/2024
بقلم : ضياء نوفل الضاش/ غزة
 

بعدما حدث في السابع من أكتوبر من العام الماضي 2023م، بكينا كثيرًا؛ فقد أزهقت الأرواح وتمزّقت الأسَر، ولحقت الآثار المدمّرة بكل أوجه الحياة في غزة.

ومع استمرار الحرب وتزايد الخسائر، لم يتبقّ لنا سوى فتح مزادٍ للبكاء، لكن.. من سيشتري؟ من سيشتري كل هذا الكم؟ من لديه زرعٌ يريد ماءً لا يبور؟ ليأتينا، فدمعنا وفير، من لديه قوارب تريد أن تمضي ولا تعود؟ فليأتينا، فالبكاء طويل...
وبصورة عكسية، فالبيع سيكون للأقل سعرًا، فلا يلزمنا إلا كسرة خبزٍ ورداء.. ودمٌ عربيّ ولو صار ماء..

ليس غريبًا علينا أن نضطر إلى لملمة شتات حياتنا وسط الأنقاض، فقد تحطمت آمال وأحلامٌ وذكريات، تحطمت جميع الأسس التي قامت عليها الحياة الطبيعية في البلاد – المدارس والمكتبات والمخابز وغيرها من المرافق والمصانع ...


آلاف الأرواح ولا تنتهي

أصبحنا نعدّ أيامنا بالأرواح بدلًا من الأصابع، عشرة وتنتهي.. بل آلاف ولا تنتهي.. أصبحنا نتمنى لو نعتاد صوت انفجار الصاروخ، ليس لشيء، وإنما لأننا نشعر بقلوبنا تتلحلح من مكاننا لكثرة ما اهتزت وصارت عائمة في صدورنا، نشعر بها ثقيلة متعبة كلما هدأت في مكان تفزّ.

لم نفقد بيوتًا بها جدران، بل حياتنا التي تعبنا في بنائها، لقد خُذلنا جدًا.. خُذلنا كثيرًا لدرجة لم يحلم بها المعتدون.

سبعة أشهر من حرب الابادة على غزة، والعدو يتصرّف وكأنه لا توجد دولة، ولا يوجد شعب، سبعة أشهر من حرب الإبادة، والتحركات الدولية والعربية -خاصة- ليست لصالحنا، أساسًا وجب إعفاء العرب من الوساطة، فهم اعترفوا بـ "إسرائيل" على أرض فلسطين وجثث أهلها دولةً وسيادة، وبات المواطن مسحوقًا في مثلث الرّعب والموت: قصف العدو وجرائمه، والجوع والفقر وفقدان الأمان، وبلطجة بعض الجماعات.

فعن أي دعمٍ وصمود وتأييد يتحدث البعض؟ وعن أي شرعيّة يُفترض أنها تمثل كل الشّعوب بينما دولٌ عاجزة ليس فقط عن وقف العدوان بل حتى عن تقديم غذاء ودواء ومياه لشعب تنقذه من الموت وتبعد عنه شبح التهجير القسري؟ وكيف تطلب من العالم أن يتوحّد من حولها وهي غير موحّدة ولا متفقة على موقف أو رؤية مشتركة حول عملية طوفان الأقصى، وما الذي تريده من وقف الحرب، ولا تغرنا حالة التعاطف والتأييد العالمي لقضيّتنا، فبعد وقف الحرب وعدم وجود عنوان وطني واحد متفق عليه، سيذهب كل هذا التّأييد هباء منثورًا.

وأخيرًا.. نحنُ أبناء الحرب لا بأس إن لم تعرفنا، فهذه الحرب تقتات وتأكل من شحومنا ولحومنا ودمائنا.. نحن أبناء الحرب نتنازل عن أي شيء مقابل أن تعود البهجة للشوارع الحزينة.

فهل ترجع الدار بعد البعد آنسة.. وهل تعود لنا أيامنا الأولُ؟

 
 

xxxx

للمزيد : أرشيف القسم