اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، اليوم، الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مُشددة من الجيش والشرطة "الإسرائيلية" والقوات الخاصة المسلحة التابعة لها، وذلك بالتزامن مع أول أيام "الفصح العبري".
وقالت مصادر محلية، إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى مرتدين "ملابس التوبة" البيضاء "كيتِّيل"، والتي تحرص جماعات الهيكل على ارتدائها خلال عيد الفصح لشبهها الكبير بملابس الكهنة البيضاء التي تلبس عند ذبح القرابين، وتهدف منها لإحياء طبقة الكهنة ولقيادتهم صلوات اليهود في الأقصى.
وبينت المصادر أنه تم رصد اقتحام 219 مستوطنًا لباحات المسجد الأقصى موزعين على عدة مجموعات منذ ساعات صباح اليوم، من بينهم عضو الكنيست السابق يهودا غليك. وأغلقت قوات الاحتلال باب المغاربة قبل ظهر اليوم، عقب انتهاء فترة الاقتحامات الصباحية. وتعرض المتواجدون بمحيط المصلى القبلي لمضايقات الجيش الذي أخرج أحد الشبان من باحات المسجد، واعتقل الشاب معاذ محمدي أثناء وجوده في المسجد الأقصى.
ومن المتوقع أن يشهد المسجد الأقصى موجة اقتحامات تبدأ اليوم، الثلاثاء وتستمر حتى نهاية شهر أبريل/ نيسان الجاري، تزامنًا مع حلول "عيد الفصح" العبري الذي يعد واحدًا من أسوأ مواسم الاقتحامات الجماعية لـ "الأقصى". وتحشد جماعات "الهيكل" المتطرفة أنصارها قبل حلول "عيد الفصح" كل عام لتنفيذ اقتحامات جماعية لساحات الأقصى، في وقت يعيش فيه فلسطينيو القدس أيامًا عصيبة.
ويشهد المسجد الأقصى، في مثل هذه الأيام، اقتحامات واسعة ومكثفة من المستوطنين، يتخللها أداء طقوس تلمودية، وسط تضييقات وتشديدات تفرضها الشرطة الإسرائيلية على الفلسطينيين والمرابطين فيه.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق إتمام استعداداتها لهذا العيد في القدس عبر نشر الآلاف من أفرادها وقوات "حرس الحدود"، بالإضافة لمتطوعين وقوات إضافية خلال أيام العيد.
وفي ذات السياق، أفادت إذاعة الجيش، بأن الشرطة الإسرائيلية تتحضر لنشر 3 آلاف عنصر يوميًا في القدس المحتلة، بزعم "تأمين الاحتفالات بعيد الفصح العبري".
وفي إطار تحضيرها للعيد قدمت منظمة "عائدون إلى جبل الهيكل" طلبًا رسميًا للشرطة الإسرائيلية للسماح لها بذبح "قُربان الفصح" داخل المسجد الأقصى بعد الانطلاق من ساحة البراق نحوه.
ويوم أمس الاثنين، اقتحم نحو 228 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، بحماية مشددة من الشرطة، وتم ضبط عدة محاولات قام بها مستوطنون متطرفون لإدخال "قرابين الفصح" إلى المسجد الأقصى لذبحها هناك.
ويذكر أن "جماعات الهيكل" رصدت مكافأة مالية مقدارها ٥٠ ألف شيكل لأي مستوطن يذبح القربان في المسجد الأقصى.