قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الأربعاء إن وقف القتال بين إسرائيل وحركة "حماس" أمر ضروري للسماح بإطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة لكنه أكد أن هناك حاجة أولاً إلى استيفاء الكثير من الشروط من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال كاميرون لوكالة رويترز في مقابلة خلال زيارة لتايلاند، "ما يجب أن نحاول القيام به بشكل حاسم هو تحويل هذا التوقف إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار." وأضاف "لن نفعل ذلك إلا إذا تم استيفاء مجموعة كبيرة من الشروط... علينا إخراج قادة حماس من غزة، وعلينا تفكيك البنية التحتية الإرهابية".
مقترح إسرائيلي
وفيما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة من الرئيس الأميركي جو بايدن للتراجع عن الهجوم البري المزمع على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أفادت هيئة البث الإسرائيلية مساء الثلاثاء، أن الوفد المشارك في مفاوضات الدوحة قدم اقتراحاً رسمياً رداً على مطالب حركة "حماس" في ما يتعلق بصفقة لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة أن إسرائيل قدمت عرضاً رسمياً رداً على مطالب "حماس" وأن "وهذه الخطوة، التي تشير إلى بعض التقدم، قام بها في قطر الفريق الإسرائيلي المفاوض بقيادة رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنياع".
وذكرت أن الاقتراح الإسرائيلي يتضمن "إشارات إلى معايير عدة، بما في ذلك عودة السكان إلى شمال قطاع غزة ومسألة إطلاق سراح السجناء الأمنيين الفلسطينيين".
ونقلت عن مسؤولين شاركوا في العملية أن المفاوضين في الدوحة يحاولون أولاً التوصل إلى تفاهم بشأن إطلاق سراح السجناء الأمنيين الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح نحو 40 إسرائيلياً.
كما يدور الحديث حول قرار يتعلق بعدد السجناء الأمنيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وبعد ذلك سيناقش الطرفان القضايا المتعلقة بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
وقال مسؤولون سياسيون للهيئة إن "هذه مسألة أكثر تعقيداً، لأن من شأنها أن تحجب الإنجازات التي حققتها الحرب. وفي إسرائيل يتم الآن بحث الموضوع".
وأشار مصدر مطلع على المفاوضات إلى أن المحادثات تتقدم لكن من المتوقع أن تستمر أسابيع عدة، وربما تكون هناك جولات إضافية.
وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الثلاثاء نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس عدة بدائل للهجوم البري الإسرائيلي على رفح وستقترحها على وفد إسرائيلي رفيع المستوى يزور واشنطن الأسبوع المقبل.
وقال المسؤولان إن البيت الأبيض طلب عقد الاجتماع في محاولة لتجنب "صدام وشيك" بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث رسم كل من بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي "خطوطاً حمراء" حول العملية الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، والتي تستضيف أكثر من مليون نازح فلسطيني.آ
وقال أحد المسؤولين "هناك مخاوف من أن تنهار المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، وبعد ذلك يمضي الإسرائيليون قدماً في غزو رفح، الأمر الذي سيكون بمثابة نقطة انهيار في العلاقات الأميركية الإسرائيلية".
وذكر المسؤولان أن البيت الأبيض أدرك أنه لا يكفي مطالبة الإسرائيليين بعدم دخول رفح، وأن هناك حاجة إلى تقديم بديل أميركي.
قتلى في غارات إسرائيلية
وقالت وسائل إعلام تابعة لحركة "حماس" إن إسرائيل شنت غارة جوية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء على دوار الكويت، مما أدى إلى مقتل 30 شخصاً من جماعات شكلتها عشائر محلية لتأمين دخول شاحنات المساعدات إلى مدينة غزة.
ونددت "حماس" بالهجوم على الجماعات التي تحمي شاحنات المساعدات ووصفته بأنه محاولة "لنشر الفوضى والفلتان الأمني".
وفي مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة، قال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً من ثلاثة طوابق مما أدى إلى مقتل 15 شخصاً على الأقل، ويعتقد أن بعضهم محاصر تحت الأنقاض.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب للتعليق على الغارات الجوية.
السماح لمفوض الأونروا بدخول غزة
وقالت الولايات المتحدة الثلاثاء إن على إسرائيل السماح للمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني بدخول قطاع غزة، بعدما أعلنت الدولة العبرية أنه مُنع من الدخول بسبب أخطاء في وثائقه.
ويوجه مسؤولون إسرائيليون منذ زمن انتقادات للوكالة وقد شددوا ضغوطهم باتهام موظفين فيها بالضلوع في الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وأطلق شرارة الحرب الدائرة حالياً.
وغداة إعلان لازاريني أن إسرائيل منعته من دخول القطاع، شددت الولايات المتحدة على ضرورة تمكينه وفريقه من زيارة قطاع غزة حيث تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين "نعتقد أن عليهم أن يتمكنوا من زيارة ميدان عمل الأونروا، بما يشمل غزة، وسنواصل العمل مع حكومة إسرائيل للموافقة بسرعة على كل تأشيرات الدخول التي طلبها العاملون في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية".
وأضاف "على كل الحكومات الإقليمية أن تقوم بما هو ضروري لتفعيل الاستجابة الإنسانية وهذا الأمر يشمل بالطبع إتاحة حرية الحركة للموظفين الدوليين". ولم يشأ باتيل الإدلاء بتعليق حول ما إذا أثارت الولايات المتحدة مع إسرائيل مسألة منع لازاريني من دخول القطاع.
المساعدات القادمة من قبرص تصل شمال غزة
قالت منظمة خيرية مقرها الولايات المتحدة إنه جرى الثلاثاء تسليم شحنة مساعدات غذائية تقدر بنحو 200 طن في شمال قطاع غزة بعد عدة أيام من وصولها إلى القطاع عبر طريق بحري من ميناء لارنكا القبرصي.
وأرسلت مؤسسة "ورلد سنترال كيتشن"، بالتعاون مع دولة الإمارات ومؤسسة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية، شحنة المساعدات الغذائية من ميناء لارنكا القبرصي إلى رصيف موقت قبالة سواحل قطاع غزة عبر طريق بحري طوله 322 كيلومتراً. ووصلت الشحنة إلى القطاع يوم الجمعة.
وتولت قافلة من ثماني شاحنات تابعة لمؤسسة "ورلد سنترال كيتشن" نقل المساعدات، نحو نصف مليون وجبة، إلى وجهتها النهائية الثلاثاء. وأوضحت المؤسسة في وقت لاحق أن العملية تمت بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي الذي وفر مركبات مدرعة وسائقين لمرافقة القافلة.
وذكر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة الإثنين أن المجاعة "وشيكة" في شمال قطاع غزة حيث يحاصر القتال نحو 300 ألف شخص. وفي جميع أنحاء قطاع غزة، ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون "جوعاً كارثياً" إلى نحو 1.1 مليون شخص، أي نصف عدد سكان القطاع.
وقالت مؤسسة "ورلد سنترال كيتشن" ومسؤولون في الحكومة القبرصية إن سفينة ثانية راسية الآن في لارنكا وعلى متنها 240 طناً من المواد الغذائية في انتظار الظروف الجوية المناسبة للتحرك.
وأضافت المؤسسة في بيان أنها "مستعدة لإرسال أطنان من المواد الغذائية أسبوعياً إلى غزة بدعم من المجتمع الدولي".آ وتقول وكالات إغاثة إن الغذاء الذي يمكن إيصاله بحراً إلى غزة، رغم أنه مرحب به، غير كاف على الإطلاق لتلبية احتياجات الناس، وحثوا إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات عن طريق البر.
وتسعى قبرص، التي دعمت مبادرة "ورلد سنترال كيتشن"، إلى تنسيق إدخال المزيد من المساعدات للقطاع الفلسطيني المحاصر. وقال المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إن الحكومة ستستضيف مسؤولين من عدة دول في 21 مارس (آذار) لإجراء محادثات حول تنسيق المساعدات.وأضاف للصحافيين "سنتبادل وجهات النظر حول الدعم الملموس الذي يمكن أن تقدمه الدول... حجم المساعدات الإنسانية التي يحصل عليها المدنيون في غزة يتطلب دعم العديد من الدول".
اتفاق بالكونغرس يمنع تمويل الأونروا
قال مصدران أمس الثلاثاء إن اتفاقاً بين زعماء في الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض على مشروع قانون بحزمة تمويل ضخمة للجيش ووزارة الخارجية ومجموعة أخرى من البرامج الحكومية سيستمر في حظر التمويل الأميركي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حتى مارس (آذار) 2025.
وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) وقف تمويل الوكالة بعد اتهام إسرائيل 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته حركة "حماس".
وأقر مجلس الشيوخ الأميركي تشريعاً الشهر الماضي بوقف تمويل الأونروا الذي كان ضمن حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان. ولا يزال التشريع ينتظر موافقة مجلس النواب.
ويحاول المؤيدون للمساعدات استعادة التمويل، ويطالبون واشنطن بدعم الأونروا في وقت تعمل فيه جماعات الإغاثة على درء مجاعة تلوح بالأفق في غزة.
وقال المصدران المطلعان على الاتفاق إن التمويل سيجري تجميده لمدة عام، وإن تفاصيل الجهود البديلة لتقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في غزة ستتم مناقشتها بعد نشر التشريع. وأحجم البيت الأبيض وزعماء بالكونغرس عن التعليق على تفاصيل الاتفاق إلى أن يتم نشر نصوص مشاريع قوانين الإنفاق.
بريطانيا: حزمة مساعدات غذائية دخلت غزة
قالت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الأربعاء إن مساعدات غذائية بريطانية بأكثر من ألفي طن دخلت قطاع غزة عبر الأردن مشيرة إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يتولى توزيعها.
وقالت وكالات إغاثة إن القطاع يعاني من نقص واسع النطاق في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، وتوقع تقرير أيدته الأمم المتحدة حدوث مجاعة وأن يواجه نحو نصف السكان في جميع أنحاء القطاع "جوعاً كارثياً".
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في بيان "نحتاج إلى السماح بدخول المساعدات براً على نحو مستدام حتى نتمكن من إدخال المزيد منها".
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن المساعدات تكفي أكثر من 275 ألف فرد مضيفة أن 150 طن مساعدات بتمويل بريطاني، ومنها خيام وأغطية، أرسلت يوم 13 مارس وستتولى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) توزيعها.
كندا توقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل
وأفاد مصدر حكومي كندي وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء أن كندا أوقفت تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي لم ترسل فيه أوتاوا إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة سوى شحنات "غير فتاكة" مثل معدات الاتصالات. وأضاف المصدر أنه لم تُسجل أي صادرات عسكرية إلى الدولة العبرية منذ يناير.
وتعد إسرائيل من أبرز مستوردي الأسلحة الكندية، حيث تلقت عتاداً عسكرياً بقيمة 21 مليون دولار كندي عام 2022، وفقاً لراديو كندا، وسبق ذلك شحنات بقيمة 26 مليون دولار عام 2021. ويضع هذا إسرائيل في قائمة أكبر 10 متلقين لصادرات الأسلحة الكندية.
وهذا الشهر قدّمت مجموعة من المحامين والكنديين من أصل فلسطيني شكوى ضد الحكومة الكندية تطالب بتعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، معتبرين أن أوتاوا تنتهك بذلك القانون المحلي والدولي.
وأصدر البرلمان الكندي الإثنين قراراً غير ملزم يدعو فيه المجتمع الدولي إلى العمل على حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
مسؤول في الأمم المتحدة
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة كان قد بدأ إضراباً عن الطعام دعماً للأطفال ضحايا الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، إن عناصر أمن بمقر الأمم المتحدة في نيويورك اعتدوا عليه، وذلك في زعم نفته المنظمة. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المسؤول الذي يُدعى برونو دونات سقط أثناء مقاومته بالقوة محاولة إخراجه من المبنى بعد رفض طلبه بالتظاهر هناك.
وبدأ دونات (54 سنة)، وهو موظف كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة ويحمل الجنسية الأميركية وجنسية موريشيوس، إضرابه عن الطعام في الأول من مارس (آذار) الحالي، وأوقفه أمس الثلاثاء..
وقال دونات إنه اعتُرض عندما حاول دخول المبنى للقاء زميل له في وقت متأخر من يوم الاثنين، وإنه عانى من آلام وقيء عقب الحادث. وأوضح لرويترز "سحبوني إلى الخارج... وألقى بي رجل الأمن على الأرض واصطدم رأسي بالرصيف". وأضاف أن الحادث تسبب بنزيف وأظهر لرويترز صورة لإصابة في مؤخرة رأسه قال إنها تسببت في نقله إلى المستشفى.
من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمن طلب مراراً من دونات المغادرة وإنه رفض حتى وقت إغلاق المبنى.
ويسعى دونات إلى لفت انتباه العالم إلى آلاف الأطفال الذين قتلوا في غزة خلال الحرب، كما دعا إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في القطاع، ومن بينهم أطفال.