لا شك أن المقاومة الفلسطينية تتصدى لقوات الاحتلال، وتعرقل تقدمه وتوقع فيه خسائر، هذا كله صحيح وهو احد اطراف المعركةآ 
الاطراف الآخرى للمعركة الذي يجب الانتباه لها واخذها بعين الاعتبار:
اولا، التكلفة الإنسانية لهذه المعركة، واضح للجميع أن غزة وأهلها دفعوا ثمنا فوق طاقتهم، يمكن وصفه بكلمات قليلة أن غزة لم تعد صالحة للحياة، وأن احد أسمى اماني اهل غزة "ليتني مت قبل هذا أو كنت نسيا منسيا".
ثانيا، غير قادر على توصيف ثانيا هو الأهم حتى لا ينفطر قلبي، لكنه هو الأساسيآ 
التكلفة السياسية المباشرة لهذه المعركة، قرأت عمن شبهها من المحللين السياسيين والاستراتيجيين بحرب أكتوبر وصمود بيروت 1982 والانتفاضة الشعبية الأولى، كل ما يتم الحديث عنه الان من انعكاسات خطيرة لهذه الحرب على اسراىيل والعقل الصهhيوني وعلى أمريكيا وموازين القوى العالمية..... وغيره سمعناه في تلك الحروب...
لكن الواقع والحقيقة تقول انه لم يتغير شيء استراتيجي على أرض الواقع، واستطاعت إسرائيل أن تعالج جروحها، بل أصبحت دولة أكثر قوة من مختلف النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية، لأن لها ظهر قوي يبدأ في أمريكيا ويمتد إلى أوروبا، إضافة إلى الصهhيونية العالمية التي تقف من خلفها بالباع والذراع.
النتائج السياسية المباشرة التي تهمنا كفلسطينين وتهم قضيتنا، والتي يجب أخذها بعين الاعتبار عند أي تحليل سياسي تتلخص في الإجابة على الأسئلة التالية:آ 
*هل هذه الحرب ساهمت أو ستساهم في إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية ام ان هذه الفرصة أصبحت بعيدة أكثرآ 
*هل خطر هجرة أو تهجير الشعب الفلسطيني خاصة من غزة واردة وزادت بعد الحربآ 
*هل خطر سلخ غزة عن الضفة وصولا الى إعادة احتلال القطاع واقتطاع مساحات منه تعمق وازداد ام تراجع هذا الخطر
*هل وضع الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وال٤٨، إضافة إلى الأسرى ووضع المسجد الأقصى بعد هذه الحرب، التي قامت من اجلهم، افضل ام أنهم يتعرضون الى اخطار حقيقية جمة.
لا أريد أن أضيف كثير من الأسئلة؟آ 
من يريد أن يقيم هذه الحرب ويصل إلى نتائج سياسية مهمة حتى يقدر على مواجهة الواقع الذي خلقته ويتصدى له، يجب أن ينظر إلى ثلاث زوايا المثلث حتى يخرج بنتيجة موضوعية بعيدا عن الشعارات:آ 
المقاومة
الكلفة الإنسانيةآ 
النتائج السياسية المباشرة المترتبة على الحرب
اعتقد جازما أن من يملك عينين سيصل فورا إلى النتيجة الآتية
١. أن هدف اسراىيل من الحرب يتحقق رويدا رويدا، رغم اي تأخير يتعرض له أو خسائر تقع في الجانب الاسراىيلي، عسكرية أو اقتصادية، وأن هذا الهدف يلقى تأيدا أمريكيا اوروبيا اقليميا، مع اختلاف في التفاصيل والاجندة الزمنية والخطاب الموجه للجماهير الشعبوية؟
٢. أهمية وقف الحرب بالسرعة القصوى، وبدون ثمن
٣. المحافظة على بقاء الناس على ارضهم
٤. محاولة الحفاظ على الوضع الفلسطيني والسلطة الفلسطينية كما هي الآن، لأنها تتعرض إلى خطر داهم وهي الجهة الوحيدة القادرة على ترميم الوضع الفلسطيني.
هذا والله من وراء القصد.