|
|
|
|
|
|
لو وضعنا إجابة سؤال ماذا فعلنا بأنفسنا، بدءا من التشريد وصولا إلى مراكز الايواء، مرورا برفع النازحين الرايات البيضاء أمام بنادق ودبابات الاحتلال، وصولا إلى تدمير القطاع وتعريض اهلنا إلى الرعب والمرض والذل وحياة الضنك والحاجة والشحدة والقمل والجرب والعطش والجوع، وصولا إلى خطر الهجرة والتهجير.... كل هذا وغيره الكثير الكثير، القائمة طويلة، يستطيع كل طفل تعدادها.... هذا يطرح علينا سؤال/أسئلة:
هل نحن بحاجة إلى طرح الأسئلة ام نواصل غلق الافواه ومواصلة الشكر والثناء والموت البطيء والسريع
هل طرح مثل هذا الاسئلة يعفي الأعداء من الجرائم التي اقترفوها بحق شعبنا ونحملها لأنفسنا وللمقاومة؟
هل كنا مجبرين على خوض هذا المسار العسكري اجباريا؟!
هل هكذا تقاوم الشعوب الضعيفة الأعداء المدججين بأحدث الاسلحة؟
هل من الضروري عندما نقاوم تكون النتيجة تدمير شعبنا وتعريضه مجانا لتطبيق مخططات الأعداء ضده؟
الا نملك وسائل اخرى للمقاومة أقل تكلفة وأكثر نجاعة
هل توقف الشعب الفلسطيني يوما عن المقاومة منذ اقامة اول مستوطنة على الأرض الفلسطينية في نهايات القرن التاسع عشر وحتى اليوم وغدا
هل طرح مثل هذه الأسئلة دعوة لوقف المقاومة والاستسلام والتنازل عن الحقوق.
هل يمكن لشعب صاحب قضية تتمتع بأهم عوامل القوة: عدالة القضية والتأييد العالمي لها، أن يتنازل عن حقه أو ان يتوقف عن المقاومة. هذا مستحيل، هذا الشعب مصمم على مواصلة مقاومته بل مصمم أيضا على الانتصار.
من أجل ذلك لابد من تشغيل العقل والتفكير جيدا في أساليب المقاومة التي يخوضها شعب ضعيف يرزح تحت احتلال استيطاني اجلائي يمتلك جيشين، جيش الدولة وجيش المستوطنين الذي يحميه جيش الدولة، ويتمتع بقوة وتأييد واسع وغير محدود من الدول الرئيسية في العالم.
المقاومة عقيدة ووسيلة رئيسية للنضال لايمكن مسها أو التنازل عنها، يجب ترشيد أساليب المقاومة، هذا ضروري ليس فقط الان بسبب الدمار الذي لحق بنا، بل ضروري منذ سنوات طويلة بسبب التضليل الذي تعرض له شعبنا وجعله يبالغ كثيرا في قواه الذاتية ويستصغر قوة العدو ويقدس الموت والشهادة ويعتبرها هدفا بحد ذاتها، بعيدا عن ربطها بالنتائج التي يجب أن يحققها المناضل قبل أن يموت ويستشهد. يجب أن نتعلم رفض الموت المجاني أو الموت قبل أن يخسر الاحتلال، الموت مهما كان شكله ليس هدفا، بل الهدف هو الحفاظ على حياة المناضل أطول فترة ممكنة، بعيدا عن الجبن وايضا بعيدا عن الاستسهال والعبثية والمغامرة غير المحسوبة.
أن فكرة اننا نناضل لان هدفنا الشهادة والجنة يجب إعادة تمحيصها ووضعها في اطارها الصحيح، لأننا كما نعشق الشهادة فإننا نعشق الحياة التي خلقنا من أجل تعميرها واحيائها، وعلى الصعيد الفلسطيني لافائدة من اي شهادة أو نضال لا يصب في هدف تحرير الأرض والعباد.
أن اسلوب النضال الذي تتبناه الشعوب الضعيفة لابد أن يوازن بين قوتها الذاتية وقوة العدو وحلفائه حتى لا نصل الى مرحلة نستجدي العالم من أجل المياه والخبز والدواء ويوم هدنة إضافي.
أن اسلوب النضال الذي تتبناه الشعوب الضعيفة لابد اولا عن يحافظ على الشعب ويحمي الجبهة الداخلية ويحميها من مخططات الأعداء الكثيرة، لولا بقاء الاغلبية من اهل غزة والشمال حتى الآن في مناطقهم ورفضهم النزوح لتحقق هدف الاحتلال، لولا صمود القطاع الصحي والجيش الأبيض العظيم وتفانيه، وصمود رجال الدفاع المدني وعملهم في الليل والنهار بأبسط الامكانيات، وتفاني الاعلاميين والصحفيين ونضالهم لبث الحقيقة وتعرية همجية الاحتلال، وصمود المواطن العادي الذي جاع وعطش وتعرى، لولا صمود الشعب وبقائه على أرضه لما استطاعت المقاومة العسكرية أن تواصل مقاومتها..... هذه هي المقاومة.... المقاومة التي يخوضها كل فئات ومكونات الشعب.
أن أكبر خطر يواجهه الاحتلال هو بقالنا على ارضنا، مجرد بقائنا على ارضنا هو انتصار لقضيتنا، من هنا يجب على كل القوى المقاومة أن تعي هذه البديهية، ولا تعرض بقاء الشعب على أرضه لخطر الهجرة والتهجير، هكذا تنفذون مخططات العدو دون أن تدرون أو بسبب عدم موضوعيتكم، على أحسن تقدير؟
أن مراجعة أساليب النضال وعوامل القوة التي نمتلكها ويمتلكها العدو، ونقاط الضعف التي نعاني منها ويعاني منها العدو، بعيدا عن المبالغات والتضليل، هي أهم الطرق لترشيد نضالنا وحماية شعبنا ووضعه على سكة الانتصار لتحقيق هدفه الوطني الذي يصبو اليه، الحرية والاستقلال والدولة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|