قالت مصادر يمنية مسؤولة إن قوات بحرية أمريكية حررت سفينة النفط التي اختطفها مسلحون مساء الأحد قبالة خليج عدن.
وأعلن رئيس مصلحة خفر السواحل الحكومية اليمنية اللواء الركن خالد القملي، تحرير سفينة النفط التي اختطفها مسلحون في خليج عدن جنوبي البلاد وتوقيف القراصنة، وذلك خلال عملية إنزال نفذتها قوات أمريكية.
ولم تعلن المصادر الرسمية عن هوية المسلحين والمختطفين الذين قبضت عليهم القوات الامريكية الا ان المحتمل أنهم لم يكونوا من الحوثيين.
آ ومثل احتجاز سفينة أخرى مرتبطة بإسرائيل قبالة اليمن، اليوم الأحد، وهو ثالث هجوم تتعرض له هذه السفن خلال أسبوع.. تصعيدًا إضافيًا كان سيرفع من احتمالات توسع مسرح الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وسط تقارير تتحدث عن تهديدات أمريكية باستهداف الحوثيين، يقابل ذلك مخاوف سعودية من تأثير “التصعيد” على مشاورات السلام، التي تحرص الرياض أن تضع، من خلالها، حدًا للحرب المستعرة هناك منذ تسع سنوات.
وأعلنت شركة أمبري للأمن البحري، الأحد، احتجاز ناقلة قبالة سواحل اليمن. ونقلت وكالة اسوشيتدبرس الامريكية عن مسؤولين يمنيين، لم تسمهم، قولهم إن مهاجمين (مجهولين) استولوا على ناقلة مرتبطة بإسرائيل قبالة سواحل عدن (جنوب اليمن).
فيما نقلت وكالة أنباء شينخوا الصينية عن مسؤول في خفر السواحل اليمنية، قوله إن مسلحين يُعتقد أنهم من جماعة الحوثي، اعترضوا سفينة نفط تجارية قبالة خليج عدن وتمكنوا من الصعود على متن السفينة. وأضاف أن مسلحين على متن قوارب صيد اعترضوا سفينة نفط تجارية تحمل علم ليبيريا (مملوكة لشركة إسرائيلية) أثناء مرورها على بعد (50 ميلا بحريا)، قبالة مدينة عدن.
وقالت شركة أمبري إن السفينة “سنترال بارك”، التي تملكها وتديرها شركة (زودياك ماريتايم)، ومقرها المملكة المتحدة ومرتبطة بإسرائيل، تم اعتراضها والاستيلاء عليها في خليج عدن من قبل زورقين على متنهما ثمانية أشخاص يرتدون الزي العسكري.
في اعقاب ذلك، قالت شركة زودياك في بيان: “أولويتنا هي سلامة طاقمنا المكون من 22 فردًا على متن الناقلة”. “السفينة التي يقودها قبطان تركي لديها طاقم متعدد الجنسيات يتكون من طاقم من المواطنين الروس والفيتناميين والبلغاريين والهنود والجورجيين والفلبينيين. وتحمل السفينة شحنة كاملة من حمض الفوسفوريك”.
وتعد شركة زودياك مارتيام، ومقرها لندن جزءًا من مجموعة زودياك التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر. وأفادت تقارير أن سجلات الشركات البريطانية أدرجت رجلين يحملان الاسم الأخير عوفر كمدير حالي وسابق لشركة Clumvez Shipping، بما في ذلك دانييل جاي عوفر، وهو أيضًا مدير في زودياك مارتيام، وفق موقع “هوف بوست”.
وحسب أسوشيتدبرس فإن عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة التابعة للجيش البريطاني، والتي تقدم تحذيرات للبحارة في الشرق الأوسط، قد أصدرت في وقت سابق تحذيرًا للبحارة من أن “زورقين باللونين الأسود والأبيض يحملان ثمانية أشخاص يرتدون ملابس عسكرية” قد شوهدوا في المنطقة، وأصدرت تحذيرا آخر قائلة إن حركة الاتصالات اللاسلكية تشير إلى وقوع هجوم محتمل.
صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اتهمت الحوثيين بأنهم مَن سيطر على السفينة، التي يملكها رجل الأعمال الاسرائيلي إياك عوفر. وقالت إن الشركة المالكة للسفينة عينت فريقا لإدارة الأزمة في مقرها بلندن.
يشار إلى أن السفينة كانت قد أبحرت من ميناء بالمغرب بتاريخ 21 نوفمبر الجاري، وأعلن اليوم الأحد عن اختطافها من قبل جماعة مسلحة مجهولة قبالة سواحل اليمن الجنوبية.
وفي أول تعليق للحوثيين على الحادثة، قال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي عبدالله بن عامر، في تدوينة عل منصة إكس: “كل هذه الأخبار المتداولة خلال 48 ساعة الماضية (أكرر وبغض النظر عن صحتها) تؤكد أن البحر الأحمر شريان حياة بالنسبة للاقتصاد الاسرائيلي”.
آ الجدير بالإشارة أن عدن تخضع لسيطرة قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المتحالف مع الحكومة اليمنية والتحالف السعودي الاماراتي الذي خاض حربا ضد الحوثيين منذ سنوات. ويقع الجزء الذي وقع فيه الهجوم في خليج عدن تحت سيطرة تلك القوات. وهو بعيد عن الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال وغرب البلاد.
وتبنى الحوثيون سلسلة من الهجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار استهدفت إسرائيل منذ نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، في سياق ما اعتبروه “دعمًا للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي على غزة”.
ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤول أمريكي قوله إنه يبدو أن “عددًا غير معروف من الأفراد المسلحين المجهولين” استولوا على السفينة. موضحًا: “القوات الأمريكية وقوات التحالف موجودة في المنطقة المجاورة ونحن نراقب الوضع عن كثب”.
آ ما يميز حادثة الاستيلاء على سفينة “سنترال بارك” مقارنة بحادثة الاستيلاء على سفينة “غلالكسي ليدر” أن الأخيرة تم الاستيلاء عليها في البحر الأحمر بينما تم الاستيلاء على سفينة “سنترال بارك” في المحيط الهندي. واستخدم في الاستيلاء على السفينة “غالاكسي ليدر” طائرة عمودية بينما استخدم في الاستيلاء على السفينة سنترال بارك زورقان. في الأولى أعلن الحوثيون تبنيهم للعملية، وفي الأخيرة لم تعلن أي جماعة عن مسؤوليتها على الفور.
وعلق مصدر اقتصادي يمنيّ اشترط حجب هويته، على الحادثة، قائلًا لـ”القدس العربي” إن هذه العملية قد أكدت أن البحر الأحمر صار منطقة خطرة على السفن المرتبطة بإسرائيل، وزادت في ذات الوقت من تعقيد انسياب التجارة البحرية في هذا الممر، الأمر الذي سيترتب عليه زيادة مؤكدة في رسوم الشحن العالمي، وبخاصة النفط، حيث يعد مضيق باب المندب والبحر الأحمر من أهم الممرات العالمية لتجارة النفط.
وأضاف: “لا استبعد أن يترتب على ذلك توسع عملي في الحرب التي تقودها إسرائيل على غزة، في حال لم يتم تدارك الأمر برمته؛ فالوضع قابل للتصعيد والاتساع، والنار باتت تشتعل قليلا قليلا محذرة من انفجار الوضع في حال لم يتم وضع حد للتصعيد في الحرب على غزة”.