أكد محللون إسرائيليون أن حركة حماس "باغتت إسرائيل وشنت حربًا من جميع الجهات من البحر، ومن الجو، ومن البر، بينما كانت الأمور وصافرات الإنذار على حدود قطاع غزة روتينية بالنسبة لسكان الغلاف والجنوب".
وبدأت المقاومة الفلسطينية، صباح اليوم، السبت، هجومًا مفاجئًا وغير مألوف على غلاف غزة والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة في عملية سميت "طوفان الأقصى".
ووفقا لتقديرات إسرائيلية، فإن الهجوم الذي بدأ من غير سابق إنذار "فاجأ إسرائيل تمامًا"، وأظهر أنها غير مستعدة لمواجهة شاملة مع غزة أو حتى حرب على عدة جبهات.
حرب شوارع وصورة انتصار..
ووصف المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية ألون بوكير ما وقع صباح اليوم السبت بـ "حرب شوارع"، مبينًا أن عشرات المسلحين من حماس تسللوا بمعدات وآليات عسكرية وشرعوا بعملية لم تعهدها "إسرائيل" حتى منذ حرب 1948.
وأردف: "عنصر المفاجأة الذي وظفته حماس أحدث صورة انتصار من اللحظات الأولى لإطلاق الرشقات الصاروخية، إذ سيطر العشرات من مسلحي كتائب القسام على بلدات إسرائيلية، في عملية نوعية لم تعهدها إسرائيل من قبل".
ونوه إلى أن "قوات الأمن الإسرائيلية بمختلف أذرعها لم يكن لها أي حضور ميداني في الساعات الأولى، إذ كانت السيطرة في تلك المرحلة لكتائب القسام في "غلاف غزة" وبلدات الجنوب، وهذا إخفاق لقيادة الجبهة الداخلية".
وتابع: "لم توفر قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل أبسط الاحتياجات لمئات العائلات اليهودية التي كانت تستغيث، إذ تحصنت بالملاجئ والمنازل، وكانت تحت سيطرة المسلحين. حماس احتلت مناطق في الجنوب".
حرب الغفران الثانية..
المحلل العسكري ألون بن دافيد، أكد أن "إسرائيل، عسكريًا وأمنيًا، كانت متفاجئة ومصدومة من الحرب التي شنتها حماس على الجنوب".
وقال إن "هناك صعوبة في فهم ما حدث، فلم يتوقع أحد في إسرائيل حرب يوم غفران ثانية، وبالذات من غزة".
واستطرد: "رغم مرور 5 ساعات، فلم يخرج أي مسؤول إسرائيلي رسمي للجمهور الإسرائيلي الذين التزموا الصمت، وخرجوا للجمهور عبر كلمات مسجلة".
وأشار إلى أن هذا النهج للقيادة الإسرائيلية، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، يعكس حجم المفاجأة ويؤكد عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة شاملة مع غزة.
ونبه إلى أن "حماس احتلت مناطق في الجنوب، وهذا لم تقم به في السابق جيوش عربية".
ورجحت أنباء ومصادر إعلامية إسرائيلية وجود 35 مختطفًا إسرائيليًا من دون الكشف عن حصيلة كاملة أو إذا كانوا عسكريين أو مدنيين، "وهي ورقة ضغط لحماس على إسرائيل من أجل إرغامها على صفقة تبادل واسعة على غرار صفقة جلعاد شاليط"، وفق ألون بن دافيد.
حماس جاهزة و"إسرائيل" متكبرة..
بدوره، يرى المختص بالشؤون العربية والفلسطينية الباحث ألون أفيتال، أن حركة حماس كانت في أعلى جهوزية لمثل هذه المعركة، وأن "إسرائيل تصرفت، في المقابل، بنوع من الكبرياء" وروّجت دائمًا لمجتمعها أنه تم ردع حماس وهي غير معنية بالتصعيد.
وأوضح أفيتال أن عنصر المفاجأة وتمكّن عناصر ومسلحي حماس من السيطرة على 10 بلدات إسرائيلية لعدة ساعات طويلة "يؤكد أن لدى الحركة استراتيجية في التعامل مع الأحداث والقتال وحتى اختيار وقت التصعيد".
ولفت النظر إلى أن حماس فرضت "حربًا على إسرائيل" وهو ما يعيد إلى الذاكرة حرب "يوم الغفران" 1973.
وبخلاف التقديرات الأمنية بأنه تم ردع حماس ولن تتجرأ على شن أي عملية ضد "إسرائيل"، يقول أفيتال إن "حركة حماس مستعدة لدفع الثمن من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية لتحرير فلسطين، وغير مستعدة للاستسلام أو تقديم أي تنازلات".
وأطلقت المقاومة الفلسطينية، صباح اليوم، السبت، مئات الصواريخ مستهدفة مستوطنات غلاف غزة، والمدن والبلدات الفلسطينية المحتلة 1948.
وبدأت المقاومة بقصف صاروخي "مكثف" ورشقات صاروخية متتالية، قبل أن يقتحم مقاومون من "كتائب القسام"؛ الذراع العسكري لحركة "حماس" مواقع عسكرية ومدن محاذية لقطاع غزة ويقتلون ويأسرون جنودًا إسرائيليين.
وأعلن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في بيانٍ له، بدء معركة "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاه مستوطناته ومدنه، بينما أطلق جيش الاحتلال رسميًا اسم "السيوف الحديدية"، على عمليته ضد غزة.
وأكد "الضيف، أنّ الضربة الأولى التي أطلقتها المقاومة جاءت لوضع حدٍ للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، قائلًا: "لقد سبق وحذرنا العدو من قبل، وطوفان الأقصى أكبر مما يظن ويعتقد".