شقيقانِ نحنُ
بقلبٍ ووردٍ وحبْ
يئنُّ القلبُ من وطأةِ الحبِّ
ويتيهُ، بين نبضٍ وخفقٍ
ويذبلُ الوردُ لكنّ عطرَه باقٍ 
ونارُ الحبِّ تُطفى وتشتعلُ
**
شقيقانِ نحن 
توأمانِ بقلبٍ ووردٍ وحبْ
يئنُّ القلبُ، 
ويذبلُ الوردُ، وهو يعطي عطرَه، ولا يسألُ مَن شمَّهُ أجرًا،
وانا لا احبّ كلّ الناسِ، لكن 
ليسَ بي حقدٌ على أحدِ 
ولا حتى على الأعداءِ
لكنّني لا أحبهم 
فليسَ لي طُهرُ المسيح لكي أحبَّ مثله
أو أصيحَ وانا على صليبي 
"إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟!"
ولستُ حاكمَ دولةٍ يُفتي،
" نحنُ لا نقتلُ الناسَ
نحنُ نقتلُ حُلمَهم"!!
وأفخرُ أنّ لي أخًا مِمَّن رمتهم الصحراء 
صاحَ في قومه : 
"اسبتوا ان شئتم من الغدِ .. أمّا أنا 
فلا سبتَ لي، لا سبتَ لي"!!!*
أنا ابنُ أرضٍ 
ما انتسبتُ لغيرها
والعزُّ فيها ما زالَ، كما كانَ بالأمسِ 
لم يتبدلِ
وأشهدُ 
أنّ من ذلك الصنمِ المسمى "تمثالَ الحرية" ينطلقُ الرعبُ والغولُ والجنيّةْ
وأشهدُ
 أنّي سُقتُ الريحَ أمامي يومَ قهرتُ الريحَ ومنعتُ الريحَ أن تحوّلني يومًا وَرَقَةً في مهبِّ الريحْ
وأنّي صفعتُ الريحَ يومَ قالت الريحُ "يجب ان تؤمنَ بجنةِ عدنٍ كي تؤمنَ بجهنّمَ وبعذابِ الشريرين، ويجب ان نؤمنَ بنار جهنّمَ كي تؤمن بالجنة وحديثِ القديسين"
فلا تلومونا 
لسنا جبناء 
قد نخسرُ في الحاضرِ جولةْ
لكنّا لسنا جبناء 
أو حتى تعساء 
حقًا، لسنا تعساء 
قد نبكي حُزنًا أو فرحًا أو حتى غضبًا 
قد نرجفُ جوعًا أو بردًا
لكنّا لا نيأسُ ابدًا 
لا نيأسُ
ابدًا 
لا نيأسُ
لا نعرفُ ما معنى اليأسِ
وأنا 
حتى لو غادرتُ جلدي 
سأظلُّ أفعلُ ما أُريدُ 
كلَّ ما أُريدُ بلا يأسِ 
وسأمضي ابدًا ، على دربي 
وأعيشُ حرًا ، حتى آخر انفاسي !!!
*********
*( مخيريق الذي قال عنه الرسول " مُخَيْرِيق  خيرُ يهود"!! ( زوجته أسماء أم كعب وابنه كعب الذي استشهد مثلما استشهد هو في الدفاع عن الاسلام وعن النبي محمد- قصتهم موثقة في كتاب طه حسين "على هامش السيرة" ج ٣ ص ١٩٣ - ٢٠٦) 
(ابوسنان  ٢٠-٩-٢٠٢٣)