xxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxx

الحريق الذي لم ينطفئ

54 عامًا على إحراق المسجد الأقصى

54 عامًا على إحراق المسجد الأقصى
21/8/2023
المصدر : الكرمل للإعلام
 

54 عامًا (اليوم، الاثنين) مرت على حريق المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس، الذي التهم أجزاءً واسعة من المصلى القِبلي المسقوف في المسجد.

ففي 21 أغسطس/ آب 1969، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي.

وشبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية لـ "الأقصى"، وأتت النيران على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.

والتهمت النيران أيضًا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، عام 1187، وكان لهذا المنبر مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير "الأقصى".

وتزامنًا مع الحريق، قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، ما دفع الفلسطينيون إلى إخماد النيران، بملابسهم وبالمياه الموجودة في آبار "الأقصى".

وزعمت سلطات الاحتلال أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي، لكنّ مهندسون عرب أثبتوا أنه تم بفعل فاعل، ما أجبر الاحتلال على اعتقال "روهان" وتقديمه للمحاكمة، ولم يمض وقت طويل حتى ادّعى أنه "معتوه" ثم أطلقت سراحه.


استنكار..

وأثار الحريق حملة استنكارٍ دولية، حيث اجتمع مجلس الأمن الدولي، وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 بأغلبية، وأدان فيه الاحتلال، ودعاه إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس.

وقال في قراره إن "مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالأقصى في ذلك اليوم تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر".

وعمّت حالة غضب عارمة في الدول العربية، حيث اجتمع قادة عرب يوم 25 سبتمبر/ أيلول 1969 وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، وإنشاء صندوق القدس عام 1976.

وفي العام التالي أنشأت "لجنة القدس" برئاسة الملك المغربي الراحل الملك الحسن الثاني للمحافظة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية ضد عمليات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال.


ترميم المسجد بعد الحريق..

وبعدٍ عامٍ من الحريق، بدأت أعمال الترميم فيه بإشراف دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.

واستمرت أعمال الترميم حتى عام 1986، فأزيل الطوب واستؤنفت الصلاة في الجزء الجنوبي من المسجد، ووضع بدل منبر نور الدين زنكي منبر حديدي عام 2006.

وبالرغم من مرور 54 عامًا على الحادثة التي يصفها المقدسيون بـ "الصادمة"، إلا أنّ هناك حرائق من نوع آخر ما زالت مستمرة، تتمثل بانتهاكات الاحتلال المتصاعدة بحق المسجد الأقصى، كالاقتحامات، والحفريات أسفله، وملاحقة المرابطين والمرابطات بشكلٍ دائم ومستمر.

وتبلغ مساحة المسجد الأقصى، 144 دونمًا تشمل المسجد القِبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمصلى المرواني، ومصلى باب الرحمة، وكذلك المساطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق.

 
 

للمزيد : أرشيف القسم