|
كالموسيقى، عندما تتحدثُ عن نفسها بهدوءٍ أو صخبْ
أو كالعصافير التي تختار حرّةً
لحنَ زقزقاتها وصفق جناحيها،
تطفو الحقيقةُ واضحةً كنقطةِ الزيتِ على سطح الماء،
هكذا أنا بلا لفٍّ أو دوران
واضحٌ كنقطةِ الزيتِ كالموسيقى، كلحنِ العصافير
كالشمسْ،
ما كنتُ يومًا غامضًا أو مشوَّشًا أو مصابًا بأي مَسّْ
أو مطبّلًا أو راقصًا في أيّ عُرسْ
رايتي كانت ولم تَزَلْ
واضحةً
كالشفقِ اللاهبْ
مشرعةٌ قبضتي كالسيف حدًّا
بوجهِ الظالمِ الغاصبْ
لساني مطلقٌ، يجيدُ المِدحَةَ والسبّ
وقلبي مولعٌ، يحترف الطيبةَ والحبّْ
وحرٌّ أنا ، ان اتضورَ جوعًا
وحرٌّ ، ان ابكي موجوعًا
وواضحٌ ، أنا كالريح تداعبُ شجرةً
وتمازحُ سربَ حمامٍ وتدللُ خصلةَ شعرٍ غجريةْ
وأغني، حين أغني، للأرضِ عتابا وأعزفُ موالًا للحب..آ
......
أنا أعرف مَن أنا
وحينَ يسألني الغريبِ : مَن أنا؟ تبتسم الأشجارُ من حولي وتنتشيآ
وترقصُ في ما تبقى من حقولِآآ غُربتنا السنابلْ
وتزهو شقائقُ النعمان في البراري المحرّمةِ المسيّجةِ المزروعةِ بالألغامآ
وانا
لا ادخل حقول الألغام
لأنّي لا أتقن تحييد وتفكيك الألغام
الا ألغامَ الحبّ افجرها بَردًا وسلامْ..
.......
وأنا اعرف مَن أنا
اعرف جيّدًا من أنا
أنا الحُسينُ بنُ سعدى وعليّ
طابت ذكراهما وطاب ثراهما
وُلدت ها هنا
لوالدين وُلدا هنا
لأجدادٍ أربعةٍ وُلدوا هنا
لعائلةٍ تنتسبُ لعشيرةٍ نبتتْ مابين الجليل والخليل، هنا
كلّهم وُلدوا هنا
وكلهم عاشوا هنا
وكلّهم ماتوا هنا
لم يأتِ أيٌّ منهمُ، لم يسافر ، لم يهاجرْ
وشواهد قبور مَن قضوا
تحكي ما جرى منذ الأزلآ
وقبورهم الجماعية رغم الزلازل، لم تزَلآ
حقولهم ومراعيهم وبيادرهم، هنا
وملاعب طفولتي هنا وغرفةُ صفّي ودرسي وشمسي وقمري وبحري ونهري وجبلي وسهلي وزيتي وبيتي هنا
وهنا ميلادي وبلادي،،
وانا اعرف مَن أنا
أنا صوتُ الحادي ينادي
في كل ساحٍ ووادي
جميلةٌ هي
جميلةٌ بلادي
مهما يقول الغزاةُ عنها
والأعادي
ومهما قاستْ وذاقتْ صنوفَ العذاب
أحنُّ اليها وأحنو عليها كفلذة كبدي ومهجة عيني وفؤادي
هي بلادي هي بلادي هي بلادي
بلادي لك حبي وفؤادي لك حبي وفؤادي
،،،،،،
وأنا أعرف من أناآ
رقيقٌ كحدّ الحسامآ
أعرفُ صوتي وأعرفُ صمتي
وحين أنطقُ، لساني لا يخطئ نطقيآ
وحين أصمتُ ، فلا يعنيَ صمتي أنّي خضعتُ لرأيكَآ
ويغدوَ صمتي صراخًا يدوّي ويعلوَ صوتي وأعني بصمتي أنّي سئمتُ وما عدتُ أطيقُ طحنَ الكلامِ وطقَّ الحَنَكْ
وأنّي سئمتُ كشفَ الرؤى وشرح المعاني مما فهمتُ لمن لا يفهمُ حُسنَ الكلام ويحسبُ أنه يحاكي الفلَكْ..
،،،،،،
وانا اعرف من أنا
قد تكون أموري هنا جيدة مرةً كما أريد لها ان تكون أو مرتين أو أكثر
لكنها لن تكون أموري هنا سيئة كما أخاف ان تكون مرةً أو مرتين أو أكثر
وكلما يضحك الجنرالُ الغريبُ كالتيسِ
أعجبُ واستغربُ مرةً او مرتين وأكثر
لكنّي أعود واستذكرِ حكمة أبي،
وأبي لمن لا يعرفهُ، طويلَ القامة كان
ولشدةِ طولهِ، كان يُرى من بعيدْ
وكانَ هو ايضًا يَرى من بعيدْ
حكيمًا بفطرته،كان ،
علّمني ابي ، وكان راعي العجّال،
أنّ التيسَ لا يضحك..
هل يضحك التيس؟!
وهل رأى أحدٌ منكم تيسًا يضحك!!!
( ابوسنان ٢٠٢٣/٨/٨)
|
|