ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المستمر على جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية إلى 12 شهيدًا، بالإضافة لإصابة 123 جريحًا، بينهم 22 بحالة خطيرة، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت وزارة الصحة في آخر تحديثٍ لها، إنّ من بين الشهداء 4 أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا، في حين تجد الطواقم الطبيّة منذ فجر أمس صعوبة بالغةً في الوصول إلى المصابين والتعامل معهم.
والشهداء هم: سميح فراس أبو الوفا (20 عامًا)، وحسام محمد أبو ذيبة (18 عامًا)، وأوس هاني حنون (19 عامًا)، ونور الدين حسام مرشود (16 عامًا)، ومحمد مهند الشامي (23 عامًا)، وأحمد محمد عامر (21 عامًا)، ومجدي يونس عرعراوي (17 عامًا)، وعلي هاني الغول (17 عامًا)، ومصطفى عماد قاسم (16 عامًا)، وعدي إبراهيم خمايسة (22 عامًا)، وعبد الرحمن أحمد صعابنة (22 عامًا).
وأوردت مصادر إعلامية أنه جرى ظهر اليوم نقل جثامين الشهداء من مستشفى جنين الحكومي إلى ثلاجات في قباطية وعرابة، بسبب تعطّل ثلاجة المستشفى الحكومي، والخشية من ازدياد أعداد الشهداء في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء، وانهيار سور قريب من الثلاجة جرّاء العدوان.
ومنذ ساعات الصباح دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية وجرافات إضافة إلى مخيم جنين من عدة محاور، فيما نشرت قناصتها على أسطح البنايات في عدة أحياء من المدينة.
ولاحقًا قصف طيران الاحتلال، محيط مستشفى جنين الحكومي المحاذي لمخيم جنين، ما أوقع 5 إصابات، فيما أصيب 3 فلسطينيين آخرين برصاص الاحتلال خلال وجودهم في ساحة المستشفى.
وذكرت مصادر محلية أنّ القصف الصاروخي وقع عبر طائرة مسيّرة على مرتين بفارق دقائق، فيما جرى استهداف عدد من المواطنين داخل ساحة المستشفى بالرصاص، وتم استهداف سيارة إسعاف كانت متوقفة أمامه.
وفي السياق أكدت وزيرة الصحة مي الكيلة، أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى ابن سينا ومستشفى جنين الحكومي وأطلق الجنود الرصاص وقنابل الغاز بداخلهما، ما هدد ذلك حياة الطواقم الطبية والمرضى.
بينما عقّب مدير مستشفى جنين الحكومي وسام أبو بكر على ما جرى بالقول "يستطيع جيش الاحتلال أن يسلك طريقًا أخرى للتوجه للمخيم، لكنه يصر على المرور أمام المستشفى"، مضيفًا أنهم تواصلوا مع الصليب الأحمر أكثر من مرة حول الاعتداء على المستشفى، لكن لم يكترث الاحتلال لكل مناشداتهم.
وفي وقتٍ سابق من اليوم أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هجري، صباح اليوم، أنّ قواته اعتقلت 120 "مطلوبًا" فلسطينيًا في جنين منذ بدء العدوان، وأنّه لا زال أمامها نحو 10 "أهداف" أخرى وسط المخيّم.
فيما تحدثت مصادر إعلامية عن عشرات الغارات شنّها طيران الاحتلال منذ فجر الاثنين على منازل ومؤسسات ومساجد في جنين، في وقتٍ ادعى الاحتلال أنه قصف عدة مواقع فيها وحدات رصد تابعة للمقاومة.
في غضون ذلك، دمرت جرافات وآليات جيش الاحتلال البنية التحتية للمخيم، وجرفت الطرق، واقتلعت أعمدة الكهرباء، وقطعت المياه عن البيوت، وشوشت على خطوط الاتصالات.
الاحتلال يُشرّد الآلاف من منازلهم..
وصرّح الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم بأن الحالة الإنسانية في جنين ومخيمها تزداد سوءًا مع إجبار مئات العائلات على ترك منازلها.
وفي هذا الإطار قال رئيس بلدية جنين نضال العبيدي إن "قوات الاحتلال شرّدت 4 آلاف فلسطيني من المخيم، فيما يتواصل حصار 13 ألفًا آخرين هناك دون ماء ولا غذاء ولا كهرباء". مضيفًا: "ما يحدث في المخيم أشبه بزلزال ويذكرنا بالنكبة".
وأظهرت صور منشورة على منصات التواصل الاجتماعي، استهداف قوات الاحتلال لعدد أهالي جنين بينهم نساء وأطفال، بما بدت أنها قنابل غاز، أثناء محاولة خروجهم من المخيم صوب إلى المستشفيات ومقر بلدية جنين.
جلسة تقييم أمني..
في المقابل، أوردت الإذاعة الرسمية في إسرائيل أن الجيش يستعد لإنهاء عدوانه في جنين "ما لم تحصل تطورات جديدة"، فيما عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجتماعًا لإجراء تقييم أمني للوضع في جنين.
ولفت متحدث باسم الجيش، إلى أن قواته ستنتشر في مناطق مستهدفة محددة في المخيم لتنفيذ المزيد من عمليات التفتيش اليوم الثلاثاء.
ووُصف العدوان العسكري على جنين بأنه الأضخم منذ عملية السور الواقي عام 2002، وأن الصور التي ترد من هناك لم تُشاهد منذ 20 عامًا.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن العدوان على جنين تم الخطيط له منذ عام، وأن الموافقة عليه تمت قبل نحو 10 أيام من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت وقيادة الجيش.