|
أثار العدوان الإسرائيلي الواسع على مخيم جنين شمال الضفة الغربية، ردود فعل غاضبة على الصعيدين العربي والدولي. وشهد مخيم جنين صباح اليوم الاثنين، اقتحامًا إسرائيليًا اندلع على إثره مواجهات أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز صوب الفلسطينيين؛ أسفر عن استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة 27 آخرين منهم 7 حالات بوضعٍ حرج.
أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن إدانتها للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل، والطواقم الطبية، والمراكز الصحية، وتدمير البنية التحتية. واعتبرت منظمة التعاون الإسلامي، أن هذه الجريمة النكراء تشكل امتدادًا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. وحملت الاحتلال المسؤولية المباشرة عن تداعيات هذه الجريمة النكراء التي تستدعي التحقيق والمساءلة، داعيةً مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة.
بدورها، أكدت جمهورية مصر العربية، على رفضها الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، معتبرةً ذلك انتهاكًا سافرًا لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية، لاسيما القانون الإنساني الدولي الذي يفرض التزامات واضحة ومحددة على إسرائيل. وحذرت مصر من المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين، وما يؤدي إليه من تأجيج لحالة الاحتقان ومفاقمة معاناة الشعب الفلسطيني، وتقويض للمساعي المبذولة من جانب مصر والشركاء الإقليميين والدوليين لخفض التوتر في الأراضي المحتلة. وطالبت جمهورية مصر العربية الأطراف الفاعلة والمؤثرة دوليًّا بالتدخل لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي تزداد معاناته يومًا بعد يوم.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية، التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخره العدوان على مدينة جنين. وشدد الناطق باسم الوزارة سنان المجالي في بيانٍ، على ضرورة وقف الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية وحمايتها من الاعتداءات عليها، ووقف التصعيد الذي يُمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني. وأكد على ضرورة وقف الحملات ضد الشعب الفلسطيني وبشكل فوري، محذرًا من عواقب هذا التصعيد الذي لن يؤدي إلا لمزيد من التدهور والعنف. وشدد "المجالي" على موقف الأردن الرافض لهذه الاعتداءات ولجميع الإجراءات الأحادية التي تقوض جهود تحقيق التهدئة. ودعا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، مُطالبًا بضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري وفاعل لوقف هذا العدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
إلى ذلك، استنكر البرلمان العربي، العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنين ومخيمها، الذي ارتقى خلاله عدد من الشهداء، وأصيب العشرات، وأُغلقت مداخل المخيم وحوصرت المنازل، ودُمرت البنية التحتية للطرق. ووصف البرلمان العربي ما يحدث في جنين بجريمة حرب تُرتكب ضد شعب أعزل، داعيًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى الإسراع في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من آلة الحرب الإسرائيلية. وأشار إلى أن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي هو عدوان ممنهج ومدروس، تستهدف منه تخويف الشعب الفلسطيني وترويعه، لإسكات صوت الحق، وفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية. وطالب البرلمان العربي، بتحرك عربي وإقليمي ودولي لوقف هذا العدوان، ومحاسبة الجيش الإسرائيلي وقادته على ما اقترفوه من جرائم بحق شعب أعزل يدافع عن قضيته وأرضه المحتلة.
من جانبها، أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، عن قلقها من حجم العمليات الإسرائيلية في جنين بالضفة الغربية، مشددةً على ضرورة ضمان الوصول إلى جميع المصابين. وأكدت "هاستينغز"، أنه تم استخدام الضربات الجوية في مخيم جنين للاجئين المكتظ بالسكان وهناك شهداء وجرحى بحالة خطيرة. وأشارت إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية يحشد الشركاء لتقديم المساعدة. أما وزارة الخارجية الإيرانية قالت في بيانٍ مقتضب لها: إن التطورات في جنين أثبتت أن السلام والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي أمر غير رادع وغير مؤثر. |
|