استُشهد ثمانية فلسطينيين وأُصيب 50 آخرون صباح اليوم، الاثنين، جراء اعتداءٍ واسع نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جنين شمال الضفة الغربية، تخلله قصف جوي لعدة أهداف، واقتحامات ومداهمات لمنازل المواطنين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في تصريحٍ محدثٍ لها تلقته، إن العدوان الإسرائيلي على جنين، أسفر عن استشهاد 8 مواطنين وإصابة 50 آخرين بينهم 10 في حالة خطيرة، مرجحةً ارتفاع عدد الشهداء بسبب وجود إصابات حرجة.
وشهداء جنين هم: سميح فراس أبو الوفا، وحسام محمد أبو ذيبة، وأوس الحنون، ونور الدين حسام مرشود، أحمد العامر، محمد الشامي، علي الغول، ومجدي العرعراوي.
بدوره لفت مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر إلى أنّه ومنذ عام 2002 لم يستقبل المستشفى هذا القدر من الإصابات الخطيرة، مضيفًا أن معظم الإصابات التي وصلت إلى المستشفى ناتجة عن قصف صاروخي.
وبدأت قوات الاحتلال عدوانها على مخيم جنين ومحيطه قبيل فجر اليوم بساعات، حيث اقتحم مئات الجنود مدعومين بعشرات الآليات العسكرية والجرافات، المدينة ومخيمها، فيما قام الطيران بعمل غطاء للعملية وقصف أهدافًا في المخيم ومحيطه.
وأفاد شهود عيان لمراسلنا باندلاع حرائق وتصاعد أعمدة من الدخان جراء القصف الإسرائيلي على المخيم، فيما ذكرت وسائل إعلام أن جرافات الاحتلال تجرف الطرق المؤدية إلى جنين، وتغلق مداخلها.
وبحسب بيان صادر عن جيش الاحتلال، فإن طيرانه نفذ من الليلة الماضية 10 غارات جوية على أهدافٍ في جنين، واعتقل 20 مما وصفهم بـ "المطلوبين" حتى الآن، وضبط منصة لإطلاق الصواريخ.
وقبل ذلك، أعلن الجيش وجهاز "الشاباك" في بيان مشترك استهداف مقرّ للفصائل الفلسطينية في جنين وعناصر كتيبة جنين، زاعمًا أنّ المقرّ المستهدف "استخدم نقطة مراقبة وتجمع لتسليح العناصر".
وأضاف الجيش أن تبادل إطلاق النار ما زال مستمرًا في جنين، مشددًا على أن قواته ستواصل عدوانها في جنين كلما تطلب الأمر حتى إحباط ما وصفها بـ "التهديدات الإرهابية"، في إشارة لأعمال المقاومة.
وأرسل جيش الاحتلال الإٍسرائيلي رسائل نصية إلى هواتف أهالي المخيم يحذرهم من الخروج من منازلهم، وقطع الكهرباء عن مناطق واسعة في المخيم ومحيطه.
وأظهرت مقاطع مصورة جنود الاحتلال وهم يقتحمون المنازل في جنين ويستجوبون سكانها، في وقتٍ نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر أمني أن قوات الاحتلال تعمل على الاستيلاء على مبان ومنازل لمقاومين في جنين واعتقال مطلوبين.
إلى ذلك قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت إن قواته عملت في الساعات الأخيرة بجهد مكثف ضد ما وصفها بـ "مراكز الإرهاب" في جنين، مدعيًا أنهم جاهزون للتعامل مع كل سيناريو.
الأولى منذ 20 عامًا..
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عملية جنين تجري بقيادة القوات الخاصة وبعدد قوات لا مثيل له منذ الانتفاضة الثانية (2000-2005)، مشيرةً إلى أنّ الصور التي ترد من هناك لم تُشاهد منذ 20 عامًا.
من جانبها أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن نحو ألف جندي يشاركون في العدوان بينهم مستعربون وسلاح جو ومدفعية، واصفةً ما يجري بأنه "عملية كبرى" لم تحدث منذ اجتياح عام 2002 (السور الواقي).
وأوضحت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت وقيادة الجيش وافقوا على العملية قبل 10 أيام، مرجحةً أن تستمر يومين لكن تبعاتها قد تمتد لجبهات أخرى.
كما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش نشر بطاريات القبة الحديدية، تحسبًا لأي قصف صاروخي ردًا على عملية جنين.
وعزز جيش الاحتلال أيضًا قواته على محاور الطرق وفي محيط المستوطنات في الضفة الغربية، خشية وقوع عمليات مسلحة كما يستعد الاحتلال لأي احتجاجات وتطورات على الأرض.