جمعتي الصدفة بالأمس مع واحد من الناس، مهندس، لم اعرفه من قبل ومازلت لا أعرفه، حتى انني نسيت اسمه. لا أعرف كيف ولجنا سويا إلى عالم السياسة، رغم اننا كنا ننتظر قدوم منشط برنامج "كامبريدج فور جينيور" لتعليم، انا حفيدتي وهو ابنه، في هذا البرنامج اللغة الانجليزية، كما يقول أصحاب هذا المشروع تحالف السلام؟! تلاقيت انا والمهندس في النقد الذي وجهته إلى منشط البرنامج الذي لا يرد على هاتفه ويريد أن يعطينا نفس الهاتف لتقديم اي شكوى أو استفسار أو اقتراح.
قدم لي صديقي المؤقت المهندس تحليلا يتوافق تماما مع ما اطرحه انا دائما تحت عنوان المعادلة الرخوة.
لقد لاحظ صديقي بمناسبة 14 يونيو حزيران المشؤوم أن مشروع الاخوان المسلمين في المنطقة قد ابتدأ في غزة وانتشر إلى دول الإقليم من غزة. ورغم فشل المشروع في جميع دول الإقليم بدءا من سوريا وتونس وليبيا ومصر والسودان وغيرهم الا ان هذا الفشل يتميز بثلاث ميزات:
الأولى، لم يكن هذا الفشل فشلا كاملا، أي أن حركات الاخوان المسلمين في كل قطر مازالت في وضع التربص تنتظر الفرصة أو الأوامر الخارجية من المعلم الكبير مرة الأخرى لمحاولة الانقضاض على السلطة والدولة من جديد.
الثانية، من أهم نتائج هذا المشروع الاخواني انه لم يدمر الدولة ويفكك النسيج الاجتماعي لشعوبها فقط ولكنه أيضا سلم مقدراتها الاقتصادية والمالية غنيمة للخارج والمعلم الكبير؟!
الثالثة، وهنا يطرح صديقي السؤال الكبير لماذا لم يفشل المشروع في "دولة" المنشأ، لماذا استمر المشروع في هذه ال غزة؟!
لان غزة، اولا، هذا المكان الصغير المحاصر برا وبحرا ويشكو من كثافة سكانية هائلة، لم يجد بعد من يتحمل مشاكله ويقدر على أن يضمه إلى ممتلكاته، رغم ان محاولات البحث هذه التي بدأت منذ بداية خمسينات ق20 مازالت جارية.
ثانيا، أن إسرائيل المستفيدة الأكبر من هذا المشروع في غزة، والتي تمده بكل أسباب الحياة والاستمرار لأهداف يعرفها الجميع "ما عدا الكتاب والمثقفين الفسطينيين؟!" هي من تريد لهذا المشروع أن يبقى ويستمر إلى حين من الزمن قد يطول عشرات السنوات الأخرى بعد أن طال إلى 16 خريفا؟!
ثالثا، أن هذا المشروع مازال مفيدا لكثير من الدول الإقليمية، كل دولة تستخدمه لمصلحتها لتحقق أهدافها في الإقليم، وكله باسم الله والمقاومة والشعب الفلسطيني؟
السؤال الكبير هل سينجح هذا المشروع في تحقيق الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي في حل المسألة الفلسطينية؟!
مازالت أجزم أن هذا المشروع الناجح، حتى الآن، يحمل أسباب تناقضاته وموته داخله، وأن هناك من الأسباب الموضوعية تخص الشعب الفلسطيني وأيضا الإسرائيلي، تؤكد أن هذا المشروع أضعف من أن يقدم إجابة على الأسئلة الفلسطينية، واهون من أن يكون طلقة الرحمة التي يمكن أن توجه للمشروع الوطني الفلسطيني من أجل أن تميته وتنهيه.
الصراع متواصل وطويل.............