استقال قائد شعبة مكافحة الجريمة في المجتمع العربي ("سيف")، اللواء ناتان بوزنا، من منصبه في الشرطة، اليوم، الثلاثاء، وذلك وسط تقارير عن خلافات نشبت بينه وبين المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في ظل استفحال الجريمة في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني.
وقال مصدر بالشرطة، تحدث لموقع "واينت"، إن شبتاي دفع بوزنا للاستقالة، وقاده إلى "طريق الخروج"، وذلك عبر إخطاره بأنه لن يحصل على منصب رفيع في حركة التعيينات المقبلة في الجهاز، ليصبح بوزنا، اللواء الـ11 الذي ينسحب من الشرطة منذ تعيين شبتاي مفتشًا عام للجهاز.
وفي أعقاب استقالة بوزنا، يتضح أن الشرطة ستغلق وحدة "سيف" التي شكلها وزير الأمن الداخلي الأسبق، أمير أوحنا، قبل نحو عام ونصف العام، وذلك على الرغم من تصاعد أنشطة المنظمات الإجرامية في المجتمع العربي، ومع ارتفاع حصيلة ضحايا جرائم القتل، إلى 84 قتيلًا بينهم 6 نساء وطفلان، منذ مطلع العام الجاري.
وتأتي استقالة بوزنا بعد أقل من 24 ساعة على إعلان بن غفير عزمه تعيين منسقًا للتعامل مع "مع الجريمة وقضايا القتل في الوسط العربي"، على حد تعبيره، في تعليقه على استقالة قائد وحدة "سيف"، قال بن غفير، مساء اليوم، إن بوزنا "لم ينجح في مهمته"، ورغم ذلك سعى إلى الترقية التي لم تكن من حقه.
وقررت الشرطة تفكيك قسم مكافحة الجريمة في المجتمع العربي ("سيف")، وإخضاع وحدات هذه الشعبة لشعبة جديد لم تتم إقامتها حتى الآن. ويأتي هذا القرار بالرغم من الارتفاع الكبير في عدد جرائم القتل في المجتمع العربي والذي بلغ منذ مطلع العام الحالي ولغاية اليوم 84 جريمة قتل.
وكانت صحيفة "هآرتس" قد أشارت إلى أن شبتاي أعطى ضوءًا أخضر لخطة يجري نسجها حاليا في شعبة التخطيط في الشرطة، وتقضي بتفكيك شعبة محاربة الجريمة في المجتمع العربي وتحويلها إلى "لواء عربي" يخضع لشعبة سيطلق عليها تسمية "شعبة الجاليات".
وكان شبتاي قد أعلن لدى إقامة شعبة "سيف"، في آب/أغسطس العام 2021، أن "هدف هذه الشعبة هو إعادة الأمن إلى شوارع المدن والقرى" العربية. إلا أن الشرطة لم تحقق هذا الهدف وحتى أنها بعيدة جدا عن تحقيقه.
وفشلت شعبة "سيف" بتنفيذ مهمتها بسبب عدم وجود قدرة حقيقية لديها في العمل الميداني وبسبب انعدام الوضوح حيال حدود منطقتها في موازاة قوات الشرطة في المناطق الأخرى. وتلقت شعبة "سيف" ضربة في أعقاب كشف توثيق مصور لقائدها السابق، جمال حكروش، عندما قفز فوق جثة قتيل وفرّ من موقع الجريمة.
وحل بوزنا مكان حكروش في قيادة "سيف"، علما بأن الأول يفتقر للخبرة في العلاقة مع المجتمع العربي، وفقًا لـ"هآرتس".