تتعرض الحامل خلال رحلة التسعة أشهر إلى الكثير من التغيرات الهرمونية والنفسية والجسدية، والتي تسبب الكثير من الاضطرابات والمخاوف للحامل، والتي تختلف من مرحلة إلى أخرى، وتؤثر عليها سلبًا بطبيعة الحال، ومن ثم تزداد حاجتها للدعم والمساندة، والزوج أفضل من يقوم بهذا الدور.. خاصة حالة تجربة الحمل الأولى.
في التقرير نتعرف على مخاوف كل مرحلة على حدة، ثم الدور الذي ينبغي أن يقوم به الزوج لمساندة ودعم زوجته الحامل.
التغيرات النفسية للحامل في الشهور الأولى:
قد لا تكون التغيرات واضحة، ولكنها تعد من أهم التغيرات التي تحدث خلال الثلث الأول من الحمل في نفسية الحامل.
حيث يبدأ الخوف من الإجهاض خلال الثلث الأول من الحمل، ويستحوذ على بعض الأمهات الجدد الشعور بالقلق حول فقدان طفلهن.
ومعروف أن خطر الإجهاض يقترب من 20% في الثلث الأول من الحمل، ويكون لهذا الشعور أثر على نفسية الحامل.
ويحدث تضخيم لمشاعر الحامل، فتبدأ بالشعور بتغيير حالتها العاطفية، وتتضخم لديها بعض المشاعر التي لم تكن تتأثر بها قبل الحمل.
كما تصبح المواقف التي لم تكن تضايقها في السابق، تثير لديها الدموع وتسبب لها بعضًا من الاكتئاب والغضب.
وقد يساهم ارتفاع مستوى الإجهاد في حياة الحامل في حدوث الغثيان والقيء، ولكن هذه التغيرات تكون أكثر وضوحًا في بعض النساء من غيرهن.
وهذا يتوقف على شخصية المرأة، ونوع الإجهاد الذي تعاني منه، والدعم العاطفي الذي تتلقاه، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية التي تمر بها.
التغيرات النفسية خلال الثلث الثاني من الحمل:
بمجرد أن ينتهي القلق والضغط النفسي للحامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يبدأ حدوث تغيرات في عاطفة ونفسية الحامل بداية من الشهر الرابع.
التغيرات في المشاعر والحالة النفسية للحامل خلال هذا الوقت تكون عادة أقل شدة، إلا أن بعض الأمهات يبدأن بالقلق حيال اكتساب الوزن الزائد.
كما أن نفسية الحمل في هذه الأشهر مع بداية الإحساس بحركة الجنين، تجعلها في حاجة إلى دعم ومساندة الشريك.
لهذا ينتابها القلق بشأن ما إذا كان شريكها متاحًا ومهتمًا وقادرًا على مساعدتها خلال هذه الفترة، أم هو منشغل عنها تاركًا لها الآمر تحمله وحدها.
كل هذا إضافة إلى أن الحامل قد ينتابها الشعور بالقلق؛ حول ما إن كان شريكها لا يزال يعتبرها جذابة في عينيه، أم أن الوزن الزائد غير من نظرته لها.
هنا نقول إن التحدث للشريك حول هذا الأمر قد يساعدها في التخفيف من العديد من مخاوفها وأفكارها الخاطئة، حتى يتمكنا معاً من تجاوز المرحلة الثانية من الحمل.
التغيرات في نفسية الحامل خلال الثلث الأخير من الحمل:
إن نفسية الحامل في هذه الأشهر تتأثر بشكل كبير، حيث تبدأ بالتحضير للولادة، ومعها يبدأ القلق المتزايد بشأن المخاض والولادة، وتنخفض لديها القدرة البدنية على العمل، نظراً لثقل وزنها وبطء حركتها.
ونظرًا لأهمية نفسية الحامل في الشهر الثامن والتاسع قبل الولادة، سوف تحتاج المرأة خلال هذا الوقت إلى المزيد من الاهتمام بالشريك والعائلة والأصدقاء، ستحتاج إلى طمأنة فيما يتعلق بمظهرها الجسدي.
دور الزوج في دعم ومساندة الزوجة:
أقول للزوج: تحدثك مع زوجتك عن الحمل بشكل صريح، هو الخطوة الأولى لحمل خال من التوتر، حيث تجدك زوجتك بجانبها في كل خطوة لتساندها ولتدعمها.
من المهم أيضًا أن يقوم الزوجان منذ بداية الزواج بإجراء فحوصات طبية شاملة، لكي يطمئنوا على عدم وجود أي موانع للحمل لدى أي منهما، وفي حال وجودها يكونان قادرين على معالجتها مبكرًا.
الاتفاق على مكان الولادة أيضًا من المحادثات التي تقلل من توتر الحمل، ولا بد أن يصارح الزوج زوجته عن وضعه المادي، للتخطيط مادياً بشكل جيد قبل الحمل لتفادي أي مفاجآت أو صدامات بين الزوجين.
خلال تلك الفترة العصيبة التي تمر بها المرأة؛ من نمو للجنين داخل أحشائها، وما يتبعه من تغيرات جسدية وعقلية ونفسية، فهي تحتاج من زوجها الدعم الكامل عاطفيًا ونفسيًا وماديًا.
وبهذا الدعم تمر الحامل من تلك المرحلة بسلام، وتحظى بحياة مستقرة مع جنينها وزوجها؛ فقد تكون مرتبكة وخائفة ومتعبة، وقد تكون في حالة من تذبذب الثقة بنفسها.
كل ما تريده الزوجة الحامل هو أذن منتبهة، وشخص ما تتكئ عليه، ما يشعرها بسعادة أكبر وتصبح أقل قلقًا وتوترًا؛ فدعم الشريك مهم بشكل خاص للأم والجنين معًا.
لكل زوج:
أن يخبر زوجته الحامل بحبه واهتمامه لها في كل حالاتها.
أن يشاركها زيارة الطبيب، ويتابع معها توصيات وملاحظات الطبيب الصحية.
أن يدفعها لممارسة بعض الرياضة ويشاركها التريض بشكل يومي.
ما الذي يمنع من إعداد بعض الوجبات الخفيفة وحدك، كنوع من تخفيف العبء.
احتوي تقلبات زوجتك الحامل المزاجية، وخفف عنها الغضب والحزن.. أيًا كان السبب.
أنصت لكل ما تقوله وتحدث معها عن مستقبلكما المشرق بعد حضور الضيف الجديد.