أعلن رئيس مجلس كوكب أبو الهيجاء المحلي، زاهر صالح، اليوم الثلاثاء، أنه قرّر عدم الترشّح لدورة رئاسية جديدة في الانتخابات المقبلة، والتي ستُجرى في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الحالي.
وقال صالح في بيان: "كان لي الشرف خلال هذه السّنوات في قيادة السّلطة المحليّة، التعرف والتعلم والدخول في متاهات الحياة الاجتماعية، آليت فيها على نفسي أن أخدم أهل بلدي بكل شفافية واستقامة وتواضع وإباء وكرامة، آمنت أنَّ المواطن بحاجة للأمن والأمان، وبحاجة إلى من يقف إلى جانبه ومعه في كل موقف، ورأيت بنفسي صديقًا وابنًا وأخًا لكل واحد فيكم، فعملت كل ما أستطيع من أجل تلبية مطالبكم واحتياجاتكم، والسهر على راحتكم بكل تواضع ومسؤوليّة".
وأضاف: "أدَّيت دوري في خدمة بلدي وأهلي، بروح الأخوة والصداقة والمحبة، وبالعدل والإنصاف والمساواة سرت في طريق بناء المستقبل، ونفذت البرامج وأرسيت قواعد العمل، عملنا معًا وخدمنا أهلنا بأمانة واستقامة، وأدينا رسالة وطنية اجتماعية وسياسية في خدمته وخدمة أهله وناسه، فهو يستحق منا العمل والعطاء لأنَّه السفينة والمركب والبيت الذي يحمينا ويأوينا معًا".
وتابع صالح: "ما زال الخير والعطاء فينا ونستطيع تقديم المزيد، ولكنني رأيت أنَّ من واجبي الوطني والأخلاقي، أن أضع بصمة فارقة في تاريخ قريتنا، وأترك روحا وثابة أمام شبابنا، وإفساح المجال وإعطاء الدور لقيادات جديدة شابَّة تستطيع أن تحمل وتحمي وتقود، وأن تكون دورتين متتاليتين في قيادة السلطة المحلية كافية لأي شخص بتقديم أفضل ما عنده، وعليه قررت أن لا أرشح نفسي لدورة جديدة في قيادة السلطة المحلية".
وأشار إلى أنها "كانت لحظات فارقة في حياتي، عندما قرّرت حمل الأمانة، وترشيح نفسي لقيادة السّلطة المحليّة، ولحظة عظيمة عندما شرفتموني بحمل الرّسالة وتأدية الأمانة، عشر سنوات مرّت منذ تلك اللّحظة، وضعت فيها نصب عيني حمل رسالة من سبقوني، وإبقاء قريتنا في القمة، منارة ثقافة وعلم وتطوّر، فكانت بكم ومعكم مسيرة مليئة بالعمل والنّشاط والجدّ والعطاء اللامحدود".
وأوضح أنه "كان من الصعب جدًا الصعود إلى القمَّة، والأصعب هو البقاء هناك، خاصة إذا كنت تحمل على ظهرك أعباء ثقيلة، وتحاول الوصول بها إلى آفاق جديدة، وأنت تنوء تحت ثقلها، دورتين متتاليتين منحتموني بها ثقتكم ودعمكم اللامحدود، كي نجعل من كوكبنا منارة لمجتمعنا الفلسطيني، الذي يعيش أصعب فترات تاريخه، من عنف مستشر، واختلال في القيم والعادات والتقاليد، والأسس التي بني عليها وبالإضافة فترة وباء كورونا، فكان علينا وواجبنا الوقوف والتحدي والصمود في وجهه. في هذه الأجواء عملت على تطوير القرية ورسم صورتها لسنوات قادمة، فقد رأيت أن من واجبي الوطني والاجتماعي الحفاظ على قريتنا، وحدة اجتماعية متماسكة بعيدة عن العنف والفئوية والصراعات على المناصب والمكاسب، بعيدا عن أجواء العنف المستشري".
وختم صالح بيانه، بالقول: "حافظنا على روح أجدادنا الّتي ستبقى حيَّة في هذه الأرض، وهذه الغابات، والسّهول وعلى قمم الجبال المحيطة، وفي شوارع وطرقات وحارات وأزقة قريتنا لأنَّهم أحبوا هذا البلد كما أحب الوَليد نَبَضَات قلْب أمّه. وفّقنا الله جميعًا وسدد خطانا وبارك الله بقريتنا وحمى وطننا وشعبنا".