توصلت فصائل المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم، السبت، إلى اتفاق تهدئة بوساطة مصرية، بدءًا من الساعة العاشرة مساءً.
وقال رئيس الدائرة السياسية بحركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي لقناة الجزيرة مباشر، إن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل 3 بنود، وهي وقف استهداف المدنيين، ووقف هدف المنازل، ووقف استهداف الأفراد.
وأضاف "الهندي" في التصريحات، أن فصائل المقاومة ستلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، طالما التزم الاحتلال الإسرائيلي بذلك، مؤكدًا أن الضامن الوحيد لتطبيق الاتفاق هي وقوة الفلسطينيين ووحدتهم.
وفي وقتٍ سابق من مساء اليوم أعلنت وسائل إعلام عربية ودولية وإسرائيلية من بينها "الجزيرة" وقناة "كان" عن التوصل لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة في قطاع غزة، والاحتلال الإسرائيلي، وذلك برعاية مصرية.
وكان الاحتلال قد بدأ عدوانه على قطاع غزة فجر يوم الثلاثاء الماضي (9 مايو/ أيار) تحت اسم "السهم الواقي"، بعد عمليات اغتيال نفذها في وقت مباغت ومتزامن بحق ثلاثة من قادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، حيث جرى استهدافهم مع عائلاتهم داخل منازلهم.
وتسبب العدوان الإسرائيلي باستشهاد 33 فلسطينيًا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، و 6 من قادة "سرايا القدس"، كما أصيب 147 آخرين بجراح مختلفة، بحسب إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية.
وقادة "سرايا القدس" الذين اغتالهم الاحتلال خلال هذه الجولة هم: إياد الحسني، وطارق عز الدين، وخليل البهتيني، وجهاد الغنام، وعلي حسن غالي، وأحمد أبو دقة.
وفي آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، صرّح بأن الغارات الإسرائيلية تسببت حتى ظهر اليوم السبت بهدم 15 منزلًا (بشكل كليّ) بما مجموعه 51 وحدة سكنية، وتضرر 940 وحدة سكنية، منها 49 باتت غير صالحة للسكن، وقد بلغت تقديرات الخسائر الأولية قرابة 5 مليون دولار.
كما حرم إغلاق حاجز بيت حانون/ إيرز خلال أيام العدوان 432 مريضًا، غالبيتهم مرضى أورام، إضافة إلى 27 حالة حرجة، من مغادرة قطاع غزة للحصول على العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس والداخل.
هذا وقد بدأت فصائل المقاومة ردها ضمن معركة أسمتها "ثأر الأحرار" منذ ظهر اليوم الثاني للعدوان وحتى الدقيقة الأخيرة التي سبقت موعد سريان اتفاق التهدئة، وذلك بقصف غلاف غزة والمدن الإسرائيلية، برشقاتٍ صاروخية كبيرة ومتتالية، وصلت مداها إلى القدس، وتل أبيب، والنقب الغربي وعسقلان وأشدود، وعلى إثره دوّت صفارات الإنذار عشرات المرات وتعطلت الحياة في البلدات المحاذية للقطاع.
وأسفرت صواريخ المقاومة في مجملها عن مقتل إسرائيلي وإصابة العشرات بجروحٍ متفاوتة وحالات هلع أو سقوط أثناء الهروب من الصواريخ إلى الملاجئ، كما اعترف الاحتلال بإصابات مباشرة بعشرات المباني في عدة مناطق، "سديروت"، وحي "روحفوت" جنوب "تل أبيب"، وعسقلان، وقد أدى ذلك لأضرار كبيرة.
أيضًا اضطر الاحتلال خلال جولة التصعيد الأخيرة لاستخدام منظومة "مقلاع داود" عالية التكلفة، وذلك لأول مرة عصر يوم الأربعاء الماضي؛ من أجل التصدي لصاروخ أطلق من غزة نحو منطقة مأهولة في "تل أبيب"، بعد فشل منظومة القبة الحديدية في التصدي له.
ويوم الخميس تكرر استخدام "مقلاع داود" للتصدي لصاروخ آخر موجه صوب "رحوفوت" جنوب تل أبيب إلا أنها فشلت في اعتراضه، ليسقط على مبنى مكوّن من 5 طوابق متسببًا بمقتل شخص وإصابة 13 آخرين، عدا عن ضرر جسيم وخراب كبير لحق به.
وسقط خلال هذه الجولة صاروخ أُطلق من غزة على بعد أمتار من مركبة الوزيرة الإسرائيلية أوريت ستروك، أثناء زيارتها لمستوطنة "سديروت" في إطار تقديم الدعم للمستوطنين هناك، متسببًا بأضرار طفيفة في هيكل المركبة.