دعت إسرائيل قائد الجيش السودانيّ، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، للحضور إلى اجتماع "مصالحة" في إسرائيل، يبحث طرفا النزاع في السودان خلاله، وقفًا لإطلاق النار بوساطة إسرائيلية.
جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، في تقرير نشره مساء اليوم، الاثنين، نقلًا عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وصفهم برفيعي المستوى بدون أن يسمّهم.
ووفق التقرير، فقد كانت التقديرات في إسرائيل، حتى قبل أسبوعين من اليوم، تشير إلى أن "الاتفاق على حكومة مدنية، هو مسألة أيام"، مشيرا إلى تفاجُؤ إسرائيلي من تطوّر الأمور نحو معارك واشتباكات مسلحة.
ووفق مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، فإنه منذ اندلاع القتال في السودان، نقل وزير الخارجية، إيلي كوهين، والمدير العام لوزارته، رونان ليفي "رسائل، وتحدّثا مباشرة إلى برهان وحميدتي"، ودعاهما لوقف القتال. كما بعث مسؤولون في الموساد برسائل إلى الجانبين في السودان، تطالبهما بوقف التصعيد، وفق التقرير.
وذكر التقرير أن المحادثات مع البرهان وحميدتي، قد شهدت تقدمًا في الأيام الأخيرة، وعرَض كوهين على الاثنين، الحضور إلى إسرائيل، وعقد اجتماع؛ "للتوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء القتال، واستئناف المفاوضات السياسية".
وقال المسؤولون ذاتهم، إن كلا من البرهان وحميدتي "لم يستبعدا إمكانية حضور مثل هذا الاجتماع في إسرائيل"، مشيرين إلى أن الطرفين "ينظران إلى الأمر بشكل إيجابيّ".
ولفت التقرير إلى أن إسرائيل نسّقت تحرّكاتها الدبلوماسية بشأن السودان، مع الإدارة الأمريكية، ومع دول أخرى في المنطقة، مثل الإمارات، و"أبلغتهم مسبقًا باقتراح عقد قمة مصالحة بين البرهان وحمدتي في إسرائيل".
وأشار التقرير إلى أن محاولة الوساطة الإسرائيلية، تذكّر بعملية الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، باستثناء أنه في الحالة السودانية، "تمتلك إسرائيل معرفة أعمق، وقدرة على ممارسة تأثير أكبر على الجانبين".
وذكر تقرير "واللا" أن "الدافع الإسرائيلي" بدفع مصالحة بين الجانبين؛ "يتعلق جزئيا بخشية إسرائيلية من أن تدهور السودان إلى حرب أهلية جديدة، سيدمّر البلاد، ويمنع إقامة حكومة مدنية، ويزيل... إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسودان".
وفي السادس عشر من الشهر الجاري، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إسرائيل ضالعة في اتصالات "تهدئة" مع طرفي المواجهات العنيفة التي اندلعت في السودان.
وأفاد موقع "واينت" الإلكتروني ("يديعوت أحرونوت") بأن "وزارة الخارجية الإسرائيلية ضالعة في محادثات بين أطراف المواجهات العنيفة في السودان، وتحاول نقل رسائل تهدئة".
وبحسب موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" الإلكتروني، فإن مندوبين عن البرهان وعن خصمه حميدتي أجروا اتصالات مع إسرائيلي، في اليومين الأخيرين، في أعقاب اندلاع المواجهات. وأضافت الصحيفة أن مندوبي إسرائيل طالبوا الطرفين السودانيين المتخاصمين بوقف التدهور العنيف وإعادة التهدئة. وأفادت الصحيفة بأنه يتوقع تأجيل التوقيع النهائي على اتفاق سلام بين إسرائيل والسودان.
ووفقًا للصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية توصلت إلى استنتاج بأنه لن يكون بالإمكان التوقيع على اتفاق سلام كامل بين إسرائيل والسودان قبل انتهاء المواجهات في السودان، وذلك خلافًا لتقديرات إسرائيلية سابقة بأنه بالإمكان توقيع الاتفاق رغم عدم إنهاء الانتقال إلى حكم مدني.