تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم، فجر اليوم، الخميس، رغم الهدنة المتفق عليها بين الطرفين.
ودوت أصوات انفجارات في محيط مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، مع تصاعد لأعمدة الدخان جراء اشتباكات، بحسب وسائل إعلام محلية.
ويأتي تجدد الاشتباكات رغم هدنة اتفق عليها الطرفان، بدأت في الساعة السادسة مساء أمس الأربعاء، بالتوقيت المحلي، ولمدة 24 ساعة، "بغرض تيسير النواحي الإنسانية" .
من جانبها، أعلنت نقابة الأطباء في السودان أن عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع ارتفع إلى 198 وفاة و1207 إصابات.
وقالت قوات الدعم السريع، إن الجيش السوادني هاجم، صباح اليوم، الخميس، قواتها غرب أم درمان رغم الهدنة المعلنة.
وأعلنت إسقاط مروحيتين للجيش خلال تصديها للهجوم، مؤكدة أنها ظلت ملتزمة بمواقعها وبوقف إطلاق النار منذ إعلان الهدنة، على حد قولها.
ولليوم السادس على التوالي، يشهد السودان، اشتباكات بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلوا "حميدتي".
وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجومًا على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما.
وعام 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور، ثم تولت مهاما منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.
وتفَّجر الاقتتال إثر خلافات بين "البرهان" و"حميدتي"، بشأن دمج مقترح لقوات "الدعم السريع" في الجيش، حيث يريد البرهان إتمام العملية خلال عامين، بينما يتمسك "حميدتي" بعشر سنوات، وهو خلاف يرى مراقبون أنه يخفي أطماعًا من الطرفين في السلطة والنفوذ.
وجراء خلافاتهما تأجل التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي يعيشها السودان، منذ أن فرض "البرهان" إجراءات استثنائية يعتبرها الرافضون "انقلابًا عسكريًا"، بينما قال هو إنها تهدف إلى "تصحيح المرحلة الانتقالية"، متعهدا بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني.