أُصيب 57 فلسطينيًا بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب نابلس، تزامنًا مع مسيرة استفزازية توجه فيها آلاف المستوطنين ظهر اليوم، الاثنين، صوب بؤرة "افيتار" الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا.
وانطلقت المسيرة من حاجز زعترة جنوب نابلس بمشاركة 2200 مستوطن يتقدمهم سبعة وزراء إسرائيليين، و20 عضو كنيست، بينهم وزير المالية، يتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، للمطالبة بشرعنة البؤرة الاستيطانية.
ترافق ذلك مع إجراءات أمنية مشددة فرضتها شرطة الاحتلال الإسرائيلي على حاجز زعترة؛ والمناطق المحيطة بالبؤرة؛ لتسهيل وصول المستوطنين إليها، حيث خصصت كتيبة عسكرية لتأمين المسيرة الاستفزازية.
وأوضحت مصادر محلية أنّ طريق نابلس - رام الله شهد انتشارًا حاشدًا لقوات وشرطة الاحتلال، من مفترق بلدة الساوية وحتى دوار بيتا، كما نصب الاحتلال العديد من الحواجز على مداخل البلدات القريبة من حاجز "زعترة".
إلى جانب ذلك انتشرت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال في الأراضي المحيطة بالبؤرة الاستيطانية؛ أدى ذلك لاندلاع مواجهات تخللها إطلاق قنابل الغاز السام والمسيل للدموع صوب الفلسطينيين، أسفرت عن إصابة 57 غالبيتهم بحالات اختناق.
ويخطط المستوطنون لإقامة مهرجان استيطاني كبير في مستوطنة "افتيار" الذي سيجري تحت حراسة مشددة من جانب جيش وشرطة الاحتلال؛ للمطالبة بشرعنة البؤرة والإعلان عنها كمستوطنة إسرائيلية.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية مساء أمس هذه المسيرة معتبرةً إياها "تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا للشعب الفلسطيني، وامتدادًا لدعوات اليمين الإسرائيلي واليمين الفاشي التحريضية لتعميق الاستيطان على حساب أرض دولة فلسطين".
يُذكر أن جيش الاحتلال قام بإخلاء بؤرة "افيتار" مؤقتًا في بداية شهر تموز/ يوليو 2021، بموجب اتفاقية موقعة بين وزير الجيش، آنذاك، بيني غانتس، والمستوطنين في البؤرة، على أن يتم فحص ملكية الأرض وإن كانت ذات ملكية خاصة لفلسطينيين.
وقبل مغادرة منصبه في شهر شباط/ فبراير 2022، وافق المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية افيحاي مندلبليت على مخطط استيطاني يقوم على إعادة مئات المستوطنين إلى مستوطنة "افيتار"، وسمح بإعادة إنشاء مدرسة دينية استيطانية وشرعنة البؤرة الاستيطانية بأكملها.