xxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxx

بقلم : حسين سويطي

"طويلٌ ليلُنا 
وطويلةٌ حكايَتُنا"
وكلّ شيئٍ عاديٌّ حولَنا
هكذا كان وهكذا سيكون.
يمرُّ كانون 
وتمضي من جواري العاصفة 
وانا انتظرتُ طويلًا 
نبيذَها الذي وعدتْ 
ولم أزلْ، 
أمارسُ انتظاري 
كما كنتُ أمارسُ لعبتي التي أحبَبْتُها،
القفزَ العالي، 
ففي الساحة الخلفيةِ لبيتِنا
جدارٌ عجيبٌ
إن تقفزْ عنه لا تقعْ في بيتِ جارَتِنا 
بل تقعُ في صحنِ دارِنا من جديدْ.. 
ولعبةُ البحارِ أنا لا أُتْقِنُها
وأخافُ الموجَ عندما يغضبُ البحرُ 
وأخشى ما أخشاهُ
عندما يلطُمُ وجهَهُ ويرغي ويُزبِدْ
مع انَّ الحقيقةَ
أن المياهَ المحيطةَ مهما غضبتْ
لا تُغرِقُ السفينةْ!! 
بلْ هي 
تغرقُ مما تسرَّبْ !!!
عشقتُ فنون الكلامِ جميعَها 
عشقتُ شعارَ التحدّي
كرِهتُ خطابَ التعدّي
سئمتُ حروبَ القبائلْ، 
ونيرونُ لم يزلْ 
يحرقُ كلَّ يومٍ دولةً
كلَّ يومٍ دولةً
وروما تشهدُ أنّها لم تزلْ دولةَ العشقِ المقاتلْ
وموسكو التي احتضَنَتْنا شبابًا في ثلجها الدافئ لم تزلْ، ولا تزالُ تسهرُ، 
وعيونُها لم تزلْ لا تؤمنُ بالدموع،
ونحنُ نسهرُ ليلَنا ونسألُ 
هل سيكفي ليلَنا 
ما حفظنا من شموعٍ
وما ذرفنا من دموع!! 
أمّا وقدْ حلَّ آذارُ 
شهرُ الأرضِ وبدءُ البداياتِ
آن الأوانُ
للهدوءِ قليلًا 
ووقفِ كسبِ العداواتِ
وإنْ استطعتَ 
فلا بأسَ من كسبِ القليلِ 
من الصداقاتِ 
وانتظارِ القافلة 
وقتَ الرجوعْ
وقتَ الرجوعْ
(آذار ٢٠٢٣)