أعلنت الحكومة الإسرائيلية أول من أمس، الجمعة، أنها صادقت "بالإجماع" على ميزانية الدولة للعامين الحالي والمقبل، وذلك رغم خلافات داخل الحكومة على الميزانية. وسعى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى هذه المصادقة بشكل سريع، وإلا ستضطر الحكومة إلى إجراء تعديلات قانونية.
إلا أن الحكومة لم تنشر تفاصيل الميزانية والمبالغ التي جرى تخصيصها للوزارات المختلفة، ورغم ذلك أعلنت أن حجم ميزانية العام الحالي 484 مليار شيكل وميزانية العام المقبل 513 مليار شيكل. وذكرت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية اليوم، الأحد، أن المسؤولين في وزارة المالية يلتزمون الصمت في هذه الأثناء حيال انعدام الشفافية بخصوص الميزانية.
وأضافت الصحيفة أن قسما من المسؤولين في وزارة المالية يلتزمون الصمت حاليا "لأنهم يخافون، وقسم آخر لا يعرفون ما الذي جرى الاتفاق حوله من وراء ظهرهم". ووفقا للصحيفة، فإن الحكومة ستكون مطالبة بإجراء تقليصات في ميزانيات الوزارات كي تتمكن من الالتزام بقيود الإنفاق، لأن "الاتفاقيات في الميزانية لا توجد بالضرورة تغطية مالية لها"، وأن "المستفيدين من هذا الوضع هم بالأساس الجيش الإسرائيلي ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والحريديين".
ويوجد لغط إعلامي حول هذه الميزانية بسبب انعدام الشفافية. وفي هذا السياق، ادعت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الحكومة الحالية ستواصل الخطة الخمسية للمجتمع العربي لحكومة بينيت – لبيد السابقة، والتي تقضي بتخصيص 30 مليار شيكل للمجتمع العربي، خلال الأعوام 2022 – 2026، للاستثمار في التعليم والمواصلات والرفاه الاجتماعي وغيرها.
وبحسب الصحيفة، وزير المساواة الاجتماعية، عَميحاي شيكلي، المسؤول عن الخطة، اتفق مع وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، على بلورة "نظام تصفية" لمنع وصول أموال من ميزانية الخطة إلى "جهات توصف أنها تحريضية أو انفصالية وإلى جمعيات تنشط ضد سياسة الحكومة، أو لديها أجندة قومية فلسطينية". وذكرت الصحيفة في هذا السياق "أجيك - معهد النقب" وهو منظّمة عربية-يهودية وتنشط في مراكز مختلفة في البلاد بهدف خلق تغيير اجتماعي.
وهاجم رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت، اليوم، نتنياهو في سياق الخطة الخمسية. وكتب بينيت في تغريدة أنه "في يوم الجمعة الأخير تم كشف الكذب الأسوأ على الإطلاق من جانب بنيامين نتنياهو. فطوال سنة قاد بنيامين نتنياهو حملة دعائية بأن ’بينيت يحول 53 مليار شيكل إلى الحركة الإسلامية ولحماس أيضا. ولذلك يُقتل يهود في الشوارع. وأيديه ملطخة بدماء القتلى’. ويوم الجمعة الأخير اعترف نتنياهو بالكذب الرهيب بعد أن صادق في الميزانية على خطة حكومتي نفسها بالضبط".
وأضاف بينيت أن "حكومتي صادقت في حينه على خطة خمسية للمجتمع العربي بمبلغ 6 مليارات شيكل سنويا ولمدة 5 سنوات. ونتنياهو وآلته السامة شوهت ذلك وحوّلته إلى ’53 مليار للحركة الإسلامية وحماس’".
ورد حزب الليكود على ذلك بالقول إن "بينيت يكذب كالمعتاد. وخلافا له، لم نصادق على 50 مليارد شيكل للإخوان المسلمين من دون أي رقابة على المال الذي تم ضخه إلى جمعيات داعمة للمخربين والإرهاب. وخلافا لبينيت، لم نشكل حكومة مع الإخوان المسلمين. وخلافا لبينيت، لم ننفذ الاحتيال الكبير في تاريخ الدولة من خلال خرق التعهدات لمواطني إسرائيل".