استدعت إيران القائمة بالأعمال البريطانية في طهران للاحتجاج على تصريحات قالت فيها لندن إن طهران وجهت "تهديدات" لصحافيين يعملون في المملكة المتحدة، فيما أعلنت ألمانيا اليوم الأربعاء أنها بصدد طرد دبلوماسييْن يعملان في السفارة الإيرانية في برلين بعد حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة إيرانية في حق مواطن يحمل جنسية البلدين.
وجاء استدعاء القائمة بالأعمال البريطانية رداً على استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في لندن مهدي حسيني متين لإبلاغه احتجاج بريطانيا على تهديدات قالت شبكة تلفزيون "إيران إنترناشيونال" الناطقة بالفارسية الأسبوع الماضي إنها اضطُرتها لإغلاق مكاتبها في العاصمة البريطانية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن القائمة بالأعمال إيزابيل مارش استُدعيت إلى وزارة الخارجية الإيرانية الثلاثاء "احتجاجاً على استمرار حكومة بلادها في توجيه التهم الواهية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لا أساس لها من الصحة".
تهديد الصحافيين
وأعلنت قناة "إيران إنترناشيونال" السبت أنها اضطُرت لإغلاق مكاتبها في لندن بناءً على نصيحة الشرطة على وقع تهديدات نسبت إلى النظام الإيراني. وقررت القناة التي تضم نحو 100 موظف في العاصمة البريطانية، أن تبث من واشنطن من دون انقطاع.
وأمنت القناة تغطية واسعة النطاق للاحتجاجات المناهضة للنظام التي اندلعت في إيران قبل خمسة أشهر، وقالت إن اثنين من كبار صحافييها تلقيا تهديدات بالقتل بسبب تقاريرهم.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الثلاثاء، "أشعر بالصدمة للتهديدات المستمرة للنظام الإيراني ضد صحافيين يعملون في المملكة المتحدة، واستدعيت اليوم ممثله لأقول بوضوح إن هذا الأمر مرفوض".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن تصريحات كليفرلي هي "استمرار لسياسة التخويف من إيران (إيرانوفوبيا)"، ودعت "إلى وضع حد لهذا النهج غير الودي للحكومة البريطانية".
وتشهد علاقات إيران مع بريطانيا تدهوراً منذ فرضت هذه الأخيرة عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين على خلفية قمع التظاهرات التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد اعتقالها لدى شرطة الأخلاق. وزاد تدهور العلاقات الشهر الماضي بعد أن أعدمت طهران الإيراني البريطاني علي رضا أكبري بعد إدانته بالتجسس لمصلحة المملكة المتحدة.
والاثنين، فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على ثمانية مسؤولين إيرانيين، هم ثلاثة أعضاء في الحرس الثوري وثلاثة قضاة وحاكما منطقتين.
ألمانيا تطرد دبلوماسييْن
وفي ألمانيا، قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في بيان بعد حكم الإعدام الصادر أمس الثلاثاء في حق جمشيد شارمهد، إن برلين "اعتبرت موظفين في السفارة الإيرانية في برلين غير مرغوب فيهما وطلبت منهما مغادرة ألمانيا على الفور".
وأصدرت محكمة إيرانية أمس الثلاثاء حكماً بالإعدام على جمشد شارمهد زعيم مجموعة "تندر" الذي يقول أنصاره إنه خطف في الخارج وأعيد قسراً إلى إيران ليخضع لمحاكمة صورية، فيما دانت ألمانيا الحكم ووصفته بأنه "غير إنساني".
ودان المستشار الألماني أولاف شولتز الأربعاء حكم الإعدام مطالباً إيران بإلغاء القرار. وكتب شولتز في تغريدة، "النظام الإيراني يحارب شعبه بكل طريقة ممكنة ولا يعير حقوق الإنسان أي اهتمام".
الحكم على نمسوي
في سياق متصل قالت وزارة الخارجية النمساوية أمس الثلاثاء إنه حكم على أحد مواطنيها في إيران "بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بتهمة التجسس وسنتين من المراقبة في حال حسن السلوك".
وكانت الوزارة أعلنت توقيف الرجل في أكتوبر (تشرين الأول)، وقالت إنها على اتصال دائم بأسرته.