تشهد البلاد موجة عاتية من سن قوانين هدفها تثبيت نظام حكم دكتاتوري في البلاد، سيتم من خلاله تقليص الحريات الديمقراطية على مستوى الأفراد والمجموعات، ضرب الجهاز القضائي، سن قوانين خاصة لمنع تمثيل العرب في الكنيست وربما في مؤسسات رسمية أخرى، وغير ذلك الكثير.
هذه الهجمة خطيرة جدًا على جماهيرنا العربية وعلى كلِ واحد/ة منا بشكل شخصي، في مكان العمل والتعليم والرياضة والفن والترفيه وغير ذلك من مجالات.
من الممكن القول إن الجهاز القضائي لم ينصفنا، بل عمل مع السلطة ضدنا، وهذا صحيح تمامًا، ولكننا لا يمكن تجاهل تدخل المحاكم في العديد من الحالات لمواجهة طغيان السلطة، والآن، حتى هذا القليل سيمنعونه عنا، وفي المقابل لا يمكن تجاهل أن عددًا لا بأس به من أبناء شعبنا بدأ يعمل في الجهاز القضائي ويؤثر بشكل ايجابي على نزاهته.
وأكثر من ذلك، يجب التحذير من أن الوجه الاخر لهذه الهجمة سيكون اضرام نار الكراهية ضدنا، فهذه السلطة تدرك ان تأجيج الصراع القومي، بين العرب واليهود، هو منفذها الذي تستطيع من خلاله صرف أنظار الجمهور اليهودي عن ممارساتها الفاشية، وتحويل الغضب نحو المواطنين الفلسطينيين في الدولة ونحو الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة والمحاصرة.
من جهة أخرى ينبغي التحذير هنا، ان وراء هذه الاجراءات المعادية للديمقراطية يقف فاشيون صعدوا إلى مناصبهم هذه على أمواج العداء للعرب، وهدفهم تنفيذ مخططاتهم الاقتلاعية ضدنا. ولذلك، وقبل ان تصل النار الى اقدامنا علينا تشييد سد كفاحي متين لمواجهتها.
إننا نرى انه في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الاحتجاجات في الشارع اليهودي الى ذرى غير مسبوقة من مظاهرات ضخمة ومسيرات واضرابات حيث سيكون أحد هذه الاضرابات وأضخمها يوم الاثنين، 13 شباط- بالذات في هذا الوقت لا نسمع اصواتًا نضالية جدية ضد هذه الحكومة الفاشية بين جماهيرنا، وهذا الأمر مقلق.
إنني أدعو أبناء شعبنا في مؤسساتهم المختلفة، الهيئات الحقوقية، العمالية، التعليمية، الأكاديمية، رجال ونساء الأعمال، رجال ونساء الأدب والفكر، العاملين والعاملات في المهن الحرة؛
إنني أدعو ممثلينا في لجنة المتابعة، الأحزاب الفاعلة بين جماهيرنا وممثليها في الكنيست، رؤساء البلديات والسلطات المحلية واللوائية، لجنة رؤساء السطات المحلية، ممثلينا في الهستدروت ومجالس العمال، مؤسسات العمل الأهلي؛
أدعو جميع أبنا شعبنا لاتخاذ موقف فعال في هذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة.
آآ علينا أن نفعل ذلك بأقصى السرعة. الفاشية تقرع الأبواب، وسنكون أول ضحايا أذا لم نتصدّ لها الآن.