عرفت الامم المتحدة الشعوب الاصلانية على انها تلك الجماعات التي اقامت على الارض قبل ان يتم السيطرة عليها من قبل الاستعمار ويعتبرون انفسهم مميزين عن الاخرين من المجتمعات السائدة على تلك الارض وهي تلك الجماعات التي قد توفرت لها استمرارية تاريخية في مجتمعات تطورت في اراضيها قبل الغزو وقبل الاستعمار عبر التاريخ الحديث والقديم وهي تشكل في الوقت الحالي قطاعات غير مهيمنة وغير مسيطرة وغير مؤثرة ومهمشة وقد عقدت العزم على الحفاظ على هويتها وتاريخها وثقافتها وحضارتها وارضها وتنميتها وتوريثها للاجيال القادمة وذلك باعتبارها اساس وجودها المستمر كشعوب اصلانية في تلك الارض وفقا لانماطها الثقافية و مؤسساتها الاجتماعية ونظمها الثقافية الخاصة بها ، وقد قدرت الامم المتحدة تعداد الشعوب الاصلانية في العالم ما بين 300 – 500 مليون فرد .
وقد جاء اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصلانية اذ يقر بحقوقهم الجماعية في حماية ثقافتهم وهويتهم وحقوقهم الاساسية وحقهم في الحياة والامان وحقهم في التعليم وحقهم في حماية ثقافتهم ولغتهم وديانتهم وحقهم في الاعلام والوظائف وحقهم في الارض والموارد وحقهم في المشاركة في التنمية وفي المشاركة السياسية في الحكم والسلطة ومؤسسات الدولة.
اعتبار الشعوب الاصلانية مجرد أقليات
انتهاك للقانون الدولي!
إن تعريف الجماهير الفلسطينية التي صمدت على أرض وطنها بعد نكبة 1948 بأنها مجرد أقلية قومية لها حقوق في المساواة لا تكف ولا تغطي كل التعريف الحقيقي لهذه المجموعة السكانية, وتجدر الحاجة الى مراجعة علمية وتاريخية عميقة. صحيح أن هذه المجموعة القومية تشكل حوالي 20% من السكان في إسرائيل, وانهم شعب الأرض الأصليين في فلسطين التاريخية وتحولوا عنوة الى أقلية قومية نتاج سياسة التطهير العرقيآآ التي استعملت ضده. وكونها أصبحت أقلية في دولة مغتصبة, لا يلغي كونها جزء من شعب اصلاني تم اغتصابه من مستعمر غاشم, فهو يستحق تعريفه بالشعب الاصلاني وليس بمجرد أقلية قومية.آآ
ان اعتبار الشعوب الاصلانية جزء من الاقليات في اي دولة هو انتهاك للقانون الدولي لحقوق الانسان وجريمة بحق الشعوب الاصلانية، فالشعوب الاصلانية هم اصحاب الارض و التاريخ والثقافة والحضارة على تلك الارض ، اما الاقليات فهي مجموعات مختلفة لها اصولها وجاءت دخيلة على تلك البلاد وتختلف بحقوقها علن الشعوب الاصلانية.
لماذا هذا التعريف مهم ؟؟؟
أولا- لان هذا التعريف يحصن الحقوق حسب المواثيق الدولية في حالةآآ تحقيق المصالحة التاريخية وانهاء النزاع في اي دولة تنطلق من الاعتراف بالشعوب الاصلانية كشعب اصلاني في تلك البلاد ، فلا مصالحة دون اعتراف بالشعوب الاصلانية وبهويتها وثقافتها وملكيتها للأرض وللموارد الطبيعية في تلك البلاد .
وكانت تجربة جنوب افريقيا تجربة ناجحة في مجال المصالحة والاعتراف بحقوق الشعوب الاصلانية وتحقيق مبدا المواطنة الكاملة للجميع وتحقيق التنمية الاقتصادية و السياسية والثقافية في الدولة وبضمانات دستورية وقانونية ودولة مؤسساتية دون تمييز بعد سنوات طويلة من الظلم والاستعباد للسكان الأصليين.
ومن هنا فلا يمكن لاي دولة او مجتمع في العالم تحقيق المصالحة الداخلية دون الاعتراف بحقوق الشعوب الاصلانية وتاريخها وارثها الثقافي والحضاري وملكيتها للأرض والموارد وحقها في المشاركة في النظام السياسي.
ثانيا- التعريف الجديد يضمن الحماية الدولية حسب القوانين والمواثيق الدولية, وحق التوجه للمحاكم والاطر الدولية في حالات استمرار التنكيل والتطهير العرقي او الاعتداءات على التراث والاثار واللغة .
ثالثا- يضمن التواصل مع اطراف الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده , بغض النظر عن الجغرافيا والديموغرافيا ولهذا أبعاد مهمة.
رابعا- السقف الأعلى لكفاح أي اقلية قومية هو تحقيق المساواة القومية الكاملة, أما السقف الأعلى للشعوب الاصلانية فهو أكثر بكثير, هو استعادة التراث والموارد واللغة والمشاركة السياسية وعودة النازحين والمهجرين والتعويضات لهم على كل غبن تاريخي حاصل.