قرأتُ في "يديعوت أحرونوت" أن لديك بالفعل تذاكر سفر إلى وجهتك الأولى في الخارج. من فضلك، اسرِع، لقد أفسدتَ الكثير في منطقتنا النازفة. وقال كوخافي للصحيفة: "ومن ثم يتم التخطيط لوجهات أخرى"، في إشارة إلى رحلته بعد انتهاء عمله كرئيس لأركان الجيش. حسنًا، يا كوخافي، خذ وقتك، واصل السفر حول العالم. أفضل شيء تفعله لنا هو السفر. "سيكون هناك أيضا العديد من حفلات موسيقى الروك، وبينهما، سنجلس أنا وياعيل (زوجته)، هكذا، مع كرسيين مواجهين للبحر". صحتين. انت ستستمتع، كذلك منطقتنا.
ماذا يهم كوخافي، فقد أدى دوره. وصلت الفاشية إلى الحكم، ومحفوظ له حق القيادة نحوها. نعم، الصدارة له، وليس لبتسلئيل سموتريتش أو إيتمار بن غفير. هذان هما مجرد الثمار الفاسدة لإرثه. لأن أهم جانب من جوانب الفاشية هو القوة والاستخفاف بالآخرين وحياتهم، وكأنهم ليسوا بشرًا. قدم كوخافي هذا الجانب. القوة وتبلد الحس، على طبق من الفضة إلى أسياد البلاد الجدد. في أول أمر لجنوده في اليوم الأول في منصبه كرئيس للأركان، طلب جيشًا مميتًا؛ لم يطلب الأخلاق والإنسانية، ولم يطلب حتى الدفاع. فقط جيش مميت. هدف الجيش العادي هو الانتصار في المعركة. لكن هذه ليست عقيدة كوخافي: "في نهاية كل مرحلة في الحرب، يجب فحص حجم العدو والأهداف التي تم تدميرها وليس مجرد احتلال منطقة". وها هي رائحة الانتقام وحب سفك الدماء يزكّمان الأنف.
آآ
تتلخص مسؤولية كوخافي في الجانب العسكري في منظومات الحكم، لكن في الواقع الإسرائيلي يختلف دوره عندما يخدم 85٪ من الشباب بين الجمهور (باستثناء العرب والحرديم) عدة سنوات في الجيش. لهذا يكون بمثابة المربي الرئيسي، وبالتحديد في الوقت الذي تتم فيه بلورة قيم أجيال بأكملها. أما نتيجة العمل غير المبارك الذي قام به كبير المربين، الذي يزين رأسه لقب "فيلسوف" - فتمثّل في ان نسبة عالية من الجنود صوتوا لبن غفير وسموتريتش. ولو كان لدينا كنيست للشباب فقط، فإن الحزب الفاشي، "الصهيونية الدينية"، سيحصل على مقاعد أكثر بكثير مما حصل عليه في الانتخابات الأخيرة.
انتظِروا، انتظروا. المفاجأة ما زالت أمامنا: وفقًا لاستطلاع "مأغار موحوت"، طلاب الجامعات، الذين أنهوا للتو خدمتهم العسكرية، يؤيدون بمعظمهم الانقلاب الذي قام به الوزير يريف ليفين (56٪). يمكن ببساطة أن نقول إن كوخافي، الذي يغسل رجليه حاليًا في مكان ما على شاطئ خلاب، هو والد الثورة على النظام في إسرائيل.فقط، بالمنطق البسيط، ولستَ بحاجة إلى أن تكون فيلسوفًا من أجل الوصول إلى هذا الاستنتاج. لكن "لديهم عيون ولا يرون".
لذلك حسنًا أن كوخافي انصرف. أيضًا من أجل الأهالي اليهود التقدميين، الذين قاد أبناءهم إلى صفوف بن غفير وسموتريتش عندما غض الطرف عن بلطجية شبان التلال، الذين يعيثون دمارًا ويتسببون بمعاناة الشعب الجار، وفي كثير من الأحيان أيضا تحت رعاية الجيش.
جيد أنه انصرف أيضًا من أجل أولئك الذين يقاتلون من أجل ما تبقى من الديمقراطية، والذين قد يوقفون تدفق الشباب في اتجاه مثيري الفاشية في إسرائيل.
حسنًا أنه انصرف أيضا من أجل أمهات مئات الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في الأراضي المحتلة وغزة. حسنًا انه انصرف أيضًا من أجل سكان جنوب لبنان، الذين هددهم: "أقترح أن تغادروا حتى قبل إطلاق الطلقة الأولى - ستكون شدة الهجوم شيئًا لم تروه من قبل".
ايضًا كلمة "فلسفة" تقول: من الجيد أن يرحل من أفسد معنى هذه الكلمة الجميلة التي بثت الهدوء وحكمة الحياة. أيضًا تقول "الهندسة": حسنًا أن من شوّه معناها وحوّلها إلى دليل للدمار - بدلاً من أن تكون دليلاً لتصميم مداخل أنيقة للمنازل.
وفقًا لـ "يديعوت أحرونوت"، يفكر كوخافي في الانخراط، من بين أمور أخرى، في التعليم والقيم. أرجوك، كوخافي، بلاش.
ترجمة موقع "من هون"